حديث رقم (3189): هل نَحْنُ نَذْكُرُ نِعَمَ الرَّحْمَن وَنُؤَدِّي شُكْرَهَا وَنُؤْتِي حَقَّهَا؟
حديث رقم (3189): هل نَحْنُ نَذْكُرُ نِعَمَ الرَّحْمَن وَنُؤَدِّي شُكْرَهَا وَنُؤْتِي حَقَّهَا؟
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ أَوْ لَيْلَةٍ، فَإِذَا هُوَ بِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَقَالَ: ((مَا أَخْرَجَكُمَا مِنْ بُيُوتِكُمَا هَذِهِ السَّاعَةَ؟)) قَالَا: الْجُوعُ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: ((وَأَنَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَأَخْرَجَنِي الَّذِي أَخْرَجَكُمَا، قُومُوا)). فَقَامُوا مَعَهُ، فَأَتَى رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ، فَإِذَا هُوَ لَيْسَ فِي بَيْتِهِ. فَلَمَّا رَأَتْهُ الْمَرْأَةُ قَالَتْ: مَرْحَبًا وَأَهْلًا. فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَيْنَ فُلَانٌ؟)) قَالَتْ: ذَهَبَ يَسْتَعْذِبُ لَنَا مِنَ الْمَاءِ». إِذْ جَاءَ الْأَنْصَارِيُّ، فَنَظَرَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَاحِبَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، مَا أَحَدٌ الْيَوْمَ أَكْرَمَ أَضْيَافًا مِنِّي. قَالَ: فَانْطَلَقَ فَجَاءَهُمْ بِعِذْقٍ فِيهِ بُسْرٌ وَتَمْرٌ وَرُطَبٌ، فَقَالَ: «كُلُوا مِنْ هَذِهِ». وَأَخَذَ الْمُدْيَةَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِيَّاكَ وَالْحَلُوبَ)). فَذَبَحَ لَهُمْ، فَأَكَلُوا مِنَ الشَّاةِ وَمِنْ ذَلِكَ الْعِذْقِ وَشَرِبُوا. فَلَمَّا أَنْ شَبِعُوا وَرَوُوا، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ: ((وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَتُسْأَلُنَّ عَنْ هَذَا النَّعِيمِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمُ الْجُوعُ، ثُمَّ لَمْ تَرْجِعُوا حَتَّى أَصَابَكُمْ هَذَا النَّعِيمُ)). رَوَاهُ مُسْلِمٌ (2038).
* يَسْتَعْذِبُ لَنَا مِنَ الْمَاءِ: يَطْلُبُ لَنَا مَاءً عَذْبًا.
* الْعِذْقُ: غُصْنُ النَّخْلَةِ بِمَا عَلَيْهِ مِنْ ثِمَارٍ، الْبُسْرُ: الْبَلَحُ قَبْلَ أَنْ يَرْطُبَ.
* الْمُدْيَةُ: السِّكِّينُ، إِيَّاكَ وَالْحَلُوبَ: لا تذبح شَاةً لَبُونًا أي ذَاتَ لَبَنٍ لِصِغَارِهَا.
الثمرات وَالْفَوَائِدُ:
1. السُّؤَالُ عَنِ النِّعَمِ: يُبَيِّنُ الْحَدِيثُ أَنَّ الْإِنْسَانَ مُحَاسَبٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى كَيْفِيَّةِ انْتِفَاعِهِ بِكُلِّ نِعْمَةٍ (كَالطَّعَامِ وَالشَّرَابِ)، وَهَلْ أَدَّى شُكْرَهَا أَمْ أَسْرَفَ فِيهَا أَوْ اسْتَعَانَ بِهَا عَلَى مَعْصِيَةٍ.
2. التَّفَكُّرُ فِي النِّعَمِ: وَاجِبنا أَنْ نتَأَمَّلَ نِعَمَ اللَّهِ عَلَيْنا، وَنحَاسِبَ أنَفْسَنا عَلَى قَضَاءِ حَقِّهَا.
3. جَوَازُ الِانْتِفَاعِ بِضِيَافَةِ الصَّدِيقِ: بِشَرْطِ الْيَقِينِ بِطِيبِ نَفْسِهِ وَرِضَاهُ.
4. جَوَازُ بَيَانِ الْحَاجَةِ: لِطَلَبِ الْمَسَاعَدَةِ أَوِ الدُّعَاءِ، لَا عَلَى سَبِيلِ التَّشَكِّي وَعَدَمِ الرِّضَا.
5. الرِّفْقُ بِالْحَيَوَانِ: فِي النَّهْيِ عَنْ ذَبْحِ اللَّبُونِ؛ رَحْمَةً بِصِغَارِهَا.
أسأل الله أن يجعلنا من الشاكرين لنعمه، المحسنين في استخدامها.
