حديث اليوم رقم (3104) هل تعلم هذا الفضل العظيم من الله تعالى؟
|حديث اليوم رقم (3104) هل تعلم هذا الفضل العظيم من الله تعالى؟
قالَ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: ((يا أيُّها النَّاسُ، خُذُوا مِنَ الأعْمَالِ ما تُطِيقُونَ؛ فإنَّ اللَّهَ لا يَمَلُّ حتَّى تَمَلُّوا، وإنَّ أحَبَّ الأعْمَالِ إلى اللَّهِ ما دَامَ وإنْ قَلَّ.)) أخرجه البخاري 5861، ومسلم 782، بإختلاف يسير.
جعَلَ اللهُ تعالَى الأعمالَ الصَّالحةَ مُتفاضِلةً، وأفضَلُها هي التي يَستمِرُّ عليها صاحِبُها، كلّ على قدر استطاعته ويُداوِمُ عليها، ولو كانت قليلة.
خُذُوا مِن الأعمالِ ما تُطِيقون: أدُّوا منها ما في استطاعتِكم؛ وهذا أمرٌ عامٌّ يطبّق على جميعِ أعمالِ البِرِّ والطاعات والقربات.
فإنَّ اللهَ لا يَمَلُّ حتَّى تَمَلُّوا: فإنَّ اللهَ لا يَمَلُّ مِن ثَوابِك حتَّى تَمَلَّ مِن العَمَلِ،
أحَبَّ الأعْمَالِ إلى اللَّهِ ما دَامَ وإنْ قَلَّ: لأنَّه يَستمِرُّ، بخلافِ الكثيرِ الشَّاقِّ الذي لا يمكن المداومة عليه، فالمواظَبةُ على الأعمالِ القليلة أمْرٌ حسَنٌ؛ لأنَّها تُكَثِّرُها وتعظّم ثوابها عند الله، وتَجعَلُ صاحِبَها دائمَ الصِّلةِ بالله وبالعمَلِ الصَّالحِ.
وفي الحديث إثبات صِفةِ المَلَلِ للهِ تعالَى، وهو كسائرِ الصِّفاتِ التي نُثبِتُها للهِ على وَجْهِ الكمالِ، بلا تأويل، ولا تشبيه ولا تمثيل، ولا تعطيل ولا تكييف، وإنْ كانت في حقِّ المَخلوقِ ليست كَمالًا.