حديث اليوم رقم (3053) هل تعرف متى يرخّص لنا الكذب على خطورته؟
|حديث اليوم رقم (3053) هل تعرف متى يرخّص لنا الكذب على خطورته؟
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَََ: ((ليسَ الكَذَّابُ الذي يُصْلِحُ بيْنَ النَّاسِ، فَيَنْمِي خَيْرًا، أوْ يقولُ خَيْرًا)). أخرجه البخاري 2692 ومسلم 2605.
حَثَّ الشَّرعُ الحَنيفُ على الإصلاحِ بيْن النَّاسِ ورغَّبَ فيه، حتَّى وإنْ تحقَّقَ ذلكَ بالكذِبِ؛ وذلك لِمَا يَعودُ بالمصْلَحةِ على المُتباغِضينَ والمُتخاصِمينَ، وعلى المجتمع عامة.
أنَّه ليسَ الكذَّابُ المذمومُ المتحقَّقُ فيه الوعيدُ الذي يَقصِدُ بكَذِبِه الصُّلحَ بيْن النَّاسِ بالنَّصيحةِ الَّتي تَقْتضي الخيرَ، بلْ هذا مُحسِنٌ، فيَنْمِي خَيرًا: فيَنقُلُ كَلامًا يُخمِد به رُوحِ العَداوةِ ويزيل به الخُصوماتِ، يَقولُ خَيرًا: للإصلاحِ بيْن المُتخاصِمَينِ لِمَا يَعودُ بالمصْلَحةِ عليهما.
وليس المرادُ في الحديثِ نَفْيَ ذاتِ الكَذِبِ، بلْ نَفْيُ إثمِه؛ فالكَذِبُ كَذِبٌ، سَواءٌ كان للإصلاحِ أو لِغَيرِه، وقدْ يُرَخَّصُ في بَعضِ الأوقاتِ في الفَسادِ القَليلِ الذي يُؤَمَّلُ فيه الصَّلاحُ الكثيرُ.