حديث اليوم رقم (2923) هل تعلم نتيجة الصدق في توحيد الله عزّ وجلّ؟
|حديث اليوم رقم (2923) هل تعلم نتيجة الصدق في توحيد الله عزّ وجلّ؟
أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ومُعاذٌ رَدِيفُهُ علَى الرَّحْلِ ، قَالَ: ((يا مُعَاذَ بنَ جَبَلٍ))، قَالَ: لَبَّيْكَ يا رَسولَ اللَّهِ وسَعْدَيْكَ، قَالَ: ((يا مُعَاذُ))، قَالَ: لَبَّيْكَ يا رَسولَ اللَّهِ وسَعْدَيْكَ ثَلَاثًا، قَالَ: ((ما مِن أحَدٍ يَشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، صِدْقًا مِن قَلْبِهِ، إلَّا حَرَّمَهُ اللَّهُ علَى النَّارِ))، قَالَ يا رَسولَ اللَّهِ: أفلا أُخْبِرُ به النَّاسَ فَيَسْتَبْشِرُوا؟ قَالَ: ((إذًا يَتَّكِلُوا)) وأَخْبَرَ بهَا مُعَاذٌ عِنْدَ مَوْتِهِ تَأَثُّمًا. صحيح البخاري 128 وصحيح مسلم 32.
شَهادةُ التَّوحيدِ لها فضْلٌ عَظيمٌ؛ فبها يَدخُلُ الإنسانُ الإسلامَ ويَخرُجُ مِن الكُفْرِ، وبها يَنْجو يومَ القِيامةِ مِن الخُلودِ في النارِ.
كرَّرَ النِّداءَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ؛ تَأكيدًا لأهمِّيَّةِ حَديثِه. لَبَّيْكَ وسَعْدَيْكَ: مُؤكِّدٌ على حُسنِ طاعتِه له.
حرَّمَه اللهُ على النَّارِ: الخُلودَ فيها، صِدقًا مِن قَلْبِه: أنَّ الاعتبارَ لقولِه الشَّهادتينِ يكون مَبنيًّا على ما يَعتقِدُه في قَلْبِه، وفي هذا احترازٌ عن النِّفاقِ؛ لأنَّ كَلِمَتي الشَّهادةِ لا تَنفَعانِ المُنافِقَ يومَ القيامةِ
خشِيَ النبيُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يَتَّكِلوا عليها، ويَقِلَّ عَمَلُهم، وتَقِلَّ معها عِبادتُهم، فلم يسمح لمعاذ أن يُخبِرَ النَّاسَ ليَفرَحوا ويَستبشِروا خَيرًا، فلم يُحدِّثْ بها مُعاذٌ أحدًا إلَّا قبْل مَوتِه؛ مَخافةَ الوقوعِ في إثمِ كِتمانِ العِلمِ.