حديث اليوم رقم (2634) هل تعلم أن هذا هو أحد أسباب إنهاء القتال؟
|حديث اليوم رقم (2634) هل تعلم أن هذا هو أحد أسباب إنهاء القتال؟
بَعَثَنَا رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى الحُرَقَةِ، فَصَبَّحْنَا القَوْمَ فَهَزَمْنَاهُمْ، ولَحِقْتُ أنَا ورَجُلٌ مِنَ الأنْصَارِ رَجُلًا منهمْ، فَلَمَّا غَشِينَاهُ، قَالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ فَكَفَّ الأنْصَارِيُّ فَطَعَنْتُهُ برُمْحِي حتَّى قَتَلْتُهُ، فَلَمَّا قَدِمْنَا بَلَغَ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقَالَ: ((يا أُسَامَةُ، أقَتَلْتَهُ بَعْدَ ما قَالَ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ)) قُلتُ: كانَ مُتَعَوِّذًا، فَما زَالَ يُكَرِّرُهَا، حتَّى تَمَنَّيْتُ أنِّي لَمْ أكُنْ أسْلَمْتُ قَبْلَ ذلكَ اليَومِ. البخاري 4269 وصحيح مسلم 96.
الحُرَقَةِ، وهم قَومٌ مِن قَبِيلةِ جُهَيْنَةَ، القبيلةٌ العَربيَّةٌ العَريقةٌ،
قال الحُرَقِيُّ «لا إلهَ إلَّا اللهُ»، فشَهِدَ بالتوحيدِ ودَخَل بذلك الإسلامَ، وحرِّم بذلك دمه فكان يجب الكفَّ فورا عن قتاله.
مُتعَوِّذًا: لم يكُنْ قاصِدًا بذلك الإيمانَ، بل كان غَرَضُه التَّحصُّنَ مِن القتْلِ؛ وهذا لا يصحّ فلا يعرف خبايا النفوس إلّا الله تعالى، ولا تظهر للناس جليًا إلّا يوم القيامة، فواجبنا الأخذ بالظاهر.
تكَرارُ تعبير “أقتلته” للإنكار وللتشديدَ على شناعة فعْلَة الراوي حتّى وإن كان أُسامَةُ بنُ زَيْدٍ رَضِيَ الله عَنهُما حبيبَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ممّا يُوضِّحُ مَدى حُرمةِ الدَّمِ المعصومِ عندَ اللهِ.
تَمَنَّى أنَّه لم يَكُنْ أسْلَمَ قبْلَ ذلك اليومِ؛ لأنَّ الإسلامَ يَمحو ما قَبْلَه من الآثام والذنوب.