حديث اليوم رقم (2598) أتعرف من كان يخرج في سبيل الله وبأي عدّة وعتاد؟
|حديث اليوم رقم (2598) أتعرف من كان يخرج في سبيل الله وبأي عدّة وعتاد؟
[يُخبِرُ أبو مُوسى الأشْعَريُّ رَضيَ اللهُ عنه:] خَرَجْنَا مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في غَزْوَةٍ ونَحْنُ سِتَّةُ نَفَرٍ، بيْنَنَا بَعِيرٌ نَعْتَقِبُهُ، فَنَقِبَتْ أقْدَامُنَا، ونَقِبَتْ قَدَمَايَ، وسَقَطَتْ أظْفَارِي، وكُنَّا نَلُفُّ علَى أرْجُلِنَا الخِرَقَ، فَسُمِّيَتْ غَزْوَةَ ذَاتِ الرِّقَاعِ؛ لِما كُنَّا نَعْصِبُ مِنَ الخِرَقِ علَى أرْجُلِنَا. وحَدَّثَ أبو مُوسَى بهذا ثُمَّ كَرِهَ ذَاكَ، قَالَ: ما كُنْتُ أصْنَعُ بأَنْ أذْكُرَهُ؟! كَأنَّهُ كَرِهَ أنْ يَكونَ شَيءٌ مِن عَمَلِهِ أفْشَاهُ. البخاري 4128، ومسلم 1816.
هذا الحَديثُ يُظهِرُ ما كان عليه المُسلِمونَ مِن ضَعفِ العُدَّةِ والعَتادِ؛ فلم يَنتَصِروا على عَدوِّهم إلّا بإيمانٍ راسخ استَقرَّ في قُلوبِهم؛ عرفوا الدنيا حقّ معرفتها فلم أكثر ممّا تستحق، وعرفوا الآخرة حقّ معرفتها فأعطوعا ما تستحقّ.
يَعْتَقِبونَه: يَركَبُه كلُّ واحدٍ منهم مرَّةً، نَقِبَتْ أقْدامُهم مِن كَثرةِ المَشيِ: جُرِحَتْ.
أفْشاه: أظْهَرَه؛ لأنَّ كِتْمانَ العمَلِ أفضَلُ مِن إظْهارِه إلَّا لمَصْلَحةٍ راجِحةٍ تَقْتَضي ذلك، كمَن يكونُ ممَّن يُقْتَدى به،
في الحديث: إظْهارُ العمَلِ بقَصدِ نَشرِ العِلمِ وحثِّ الغَيرِ على فِعلِ الخَيرِ، لا يعتبر رِّياءا.