حديث اليوم رقم (2429) هل ترى عظمة فرحة الله بالتوبة الصادقة؟
|حديث اليوم رقم (2429) هل ترى عظمة فرحة الله بالتوبة الصادقة؟
قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ: ((للهُ أفرحُ بتوبةِ العبدِ من رجل نزل منزلًا وبه مهلكةٌ، ومعه راحلتُه، عليها طعامُه وشرابُه، فوضع رأسَه فنام نومةً، فاستيقظ وقد ذهبت راحلتُه، حتى اشتد عليه الحرُّ والعطشُ أو ما شاء اللهُ، قال : “أرجع إلى مكاني”، فرجع فنام نومةً، ثم رفع رأسَه، فإذا راحلتُه عنده))، صحيح البخاري (6308).
مِن لُطفِ اللهِ عزَّ وجلَّ بعِبادِه أنْ يَسَّرَ لهم أبْوابَ التَّوبةِ والاستغفارِ حتى يرجِعَ المذنِبُ إلى رَبِّه ويتوبَ مِن ذُنوبِه مهما كانت عظيمةً، ولكِنْ ينبغي له أن يرى ذُنوبَه وقبائِحَه ولا يستهينَ بها.
لَلَّه: مع لام التوكيدِ؛ أَفْرَحُ: بصِيغة التفضيل؛ منزِلًا: مكانًا؛ به مَهْلَكَةٌ: يظن أن يموت فيه أو يكاد؛ راحِلَتُه: ما يَركَبُه من الدَّوَابِّ.
أَرجِع إلى مكاني: المكان الَّذِي نام فيه؛ أي ينتظِر الموتَ.
وفي الحَديثِ: إثباتُ صِفةِ الفَرحِ للهِ عزَّ وجلَّ، كما يَليقُ بكَمالِه وجَلالِه؛ {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى:11].
وفيه: قَبولُ التَّوبةِ الصَّادِقةِ وفَرَحُ اللهِ تعالى بها، ورضاه عن صاحِبِها،