حديث اليوم رقم (2408) هل تعرف شعور من افتقد الرحمة المهداة فجأة من حياته؟
|حديث اليوم رقم (2408) هل تعرف شعور من افتقد الرحمة المهداة فجأة من حياته؟
يقولُ أنسُ بنُ مالكٍ رَضِي اللهُ عَنه: “لمَّا كانَ اليومُ الَّذي دخلَ فيهِ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ المدينةَ أضاءَ منْها كلُّ شيءٍ، فلمَّا كانَ اليومُ الَّذي ماتَ فيهِ أظلمَ منْها كلُّ شيءٍ، ونفَضنا عن رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ الأيدي وإنَّا لفي دفنِهِ حتَّى أنْكَرنا قلوبَنا”؛ الترمذي 3618 واللفظ له، وابن ماجه 1631، وأحمد 13830.
كان الصَّحابةُ رَضِي اللهُ عَنهم يُحِبُّون رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم حبًّا جمًّا، وكان أشدَّ يومٍ عليهم يومَ موتِه وفِراقِه، وهذا حالُ أيِّ مُحِبٍّ مع مَحبوِبه، فقُربُه يَسُرُّه وبُعدُه يَسوءُه،
وشتّان ما بين يومُ الهجرة، حيث أشرَقَت المدينةُ بالخيرِ والبرَكةِ، لفرط سُرورِه وعِظَمِ فرَحِه بمَقْدَمِه عليهم وبَقائِه فيهم، وبين يومُ موته حيث طُمِس عنها نورُه عنها، لفرط عظيمِ حُزنِه وغمِّه بالفَقيدِ الكبير صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم.
أنكَرْنا قُلوبَنا: تغيَّرَت عمَّا كانت عليه ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم حيٌّ فيهم؛ إذ فقدت ما كانت تَجِدُه مِن الأنوارِ والصَّفاءِ والرِّقَّةِ والأُلفَةِ؛ لانقَطَاع الوحيِ وفِقْدانِ الحفاوة والرحمة والتَّأييدِ والتَّعليمِ