حديث اليوم رقم (1916) هل تعلم من هو الأولى والأصلح بان يسوس الرعية؟
|حديث اليوم رقم (1916) هل تعلم من هو الأولى والأصلح بان يسوس الرعية؟
قالَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ((كانَتْ بَنُو إسْرائِيلَ تَسُوسُهُمُ الأنْبِياءُ، كُلَّما هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ، وإنَّه لا نَبِيَّ بَعْدِي، وسَيَكونُ خُلَفاءُ فَيَكْثُرُونَ. قالوا: فَما تَأْمُرُنا؟ قالَ: فُوا ببَيْعَةِ الأوَّلِ فالأوَّلِ، أعْطُوهُمْ حَقَّهُمْ؛ فإنَّ اللَّهَ سائِلُهُمْ عَمَّا اسْتَرْعاهُمْ)) صحيح البخاري 3455 وصحيح مسلم 331 .
فُوا: الوفاءِ ببَيعةِ الخليفةِ الأوَّلِ فالأوَّلِ، وإذا بُويِعَ لخَليفةٍ آخَرُ في وُجودِ الأوَّلِ، فبَيعةُ الأوَّلِ صَحيحةٌ يَجِبُ الوفاءُ بها، وبَيعةُ الثَّاني باطلةٌ يَحرُمُ الوفاءُ بها، ويَحرُمُ عليه طَلَبُها.
وفي صَحيحِ مُسلمٍ رقم 1844 مِن حَديثِ عبْدِ اللهِ بنِ عمرِو بنِ العاصِ رَضيَ اللهُ عنهما: ((… فإنْ جاء آخَرُ يُنازِعُه فاضْرِبوا عُنقَ الآخَرِ)).
أنّه من الحكمة الإلهيّة أن جعل من أهم المقاصد العظيمة الكليّة الشاملة للشريعة الإسلاميّة هي جلب المصالح للناس ودرء المفاسد عنهم، ونجد أنّ هذه المقاصد تتناسب أيما تناسب مع معاني كلمة ساس، وهي مصدر سياسة.
سَاسَ الدَّوَابَّ: اِهْتَمَّ بِتَرْبِيَتِهَا وَتَرْوِيضِهَا والاعْتِنَاءِ بِهَا؛ سَاسَ أُمورَ النَّاسِ بِالحَقِّ: تَدَبَّرَهَا، تَوَلَّى تَدْبِيرَهَا وَتصْرِيفَهَا؛ ساس الأمور: دبَّرها، أدارَها، قام بإصلاحها؛ والسِّياسةُ: القيامُ على الشيء بما يُصْلِحه.
اما كل ما نراه من ظلم العباد من كذب ونفاق وخيانة وفساد وإفساد وتخريب وتقتيل وتجهيل وتفقير وتجويع فلا يمت بصلة من الصلات إلى السياسة بل هو يعمل على نقضها.