باتريك إيدبلاد – مخطط العادة
|تمّت ترجمة مختصر الكتاب عن موقع https://fourminutebooks.com/ للكاتب نيكلاس غوك (Niklas Göke) https://niklasgoeke.com/
مختصر كتاب – مخطّط العادة: https://fourminutebooks.com/the-habit-blueprint-summary/
المؤلّف: باتريك إيدبلاد https://patrikedblad.com
فئة الكتاب: تطوير الذات، الإنتاجية
التلخيص باللغة الإنجليزية: نيكلاس غوك
التعريب: كريم الصوفي
ملخّص الكتاب في جملة واحدة: يَقْشِر الكتاب موضوع تغيير السلوك ليصل إلى لُبِّه، ليقدِّم لك الوصفة النهائيّة المدعومة بالأبحاث التي تسمح لك بحضن العادات التي تشتهيها، مع عدة خطوات احتياطيّة يمكنك خوضها لتزيد من فرص نجاحك.
المقولة المفضّلة للكاتب:
“حيث إنّك أكبر خبير في العالم بسلوكك، أُشجِّعك لأخذ دوريّ العالِم وموضوع الدرس معاً من الآن فصاعداً. فلتكن الحياة تجربتك وليكن العالَم مختبرك ” –
باتريك إيدبلاد

ملاحظة: لقد عمل نيك (صاحب التلخيص الأصل في الإنجليزيّة) مباشرة مع الكاتب باتريك إيدبلاد، صاحب طريقة تحقيق الذات، لكتابة الملخص الأصل لهذه الترجمة.
لم يسبق لي أن قابلت باتريك إيدبلاد شخصياً (حتى الآن). لكنّه في السنتين السابقتين أصبح أحد أصدقائي المقرّبين. كان مثلي أحد أوائل المدربين على موقع coach.me، ولقد درّب منذ ذلك الحين عدداً مذهلاً من الزبائن على موضوع تغيير السلوك تجاوز الأربعمائة.
يعيش باتريك إيدبلاد في قرية صغيرة مع صديقته القديمة ليزا في السويد تدعى إسترشوند (Östersund) التي أسمع أنّ كرات اللحم عندهم ممتازة! تنقّل لفترة من الزمن بعد تخرجّه من الثانويّة من عمل إلى عمل غير راضٍ، إلى أن اكتشف مهارته في البوكر. وحين استطاع بعد سنتين جمع 35 ألف دولار مبتدءاً بألفي دولار، إنتقل إلى البوكر بدوام كامل.
على الرغم من أنّه تمتّع بحرّيته الخاصّة والمدخول المرضي الذي يجنيه لاعب البوكر المحترف، لم يستطع التغلّب على شعوره المتزايد بالاستياء لطريقة قضائه لوقته. بعد خمس سنوات، تحوّل الإزعاج إلى نداء التغيير. توفّي والده بعد أقلّ من 48 ساعة من تشخيصه بحالة نادرة من تسمّم الدّم.
كان باتريك في الصميم جَلوداً حقيقياً، ففعل ما يفعله القلّة: أخذ بحزنه وحوّله إلى قوّة إيجابيّة لتغيير حياته. وفي نيسان / أبريل 2013، نشر قصّته وبدأ بها رحلته نحو “تحقيق الذات” التي يصفها بأنّها: “عملية ردم الهوّة التي تفصل بينك وبين ما تريد أن تكونه”.
ستكون واحدة من العديد من الغارات (التي تجاوز عددها المائة والثلاثين حتى الآن!) على علم النفس البشريّ. وفي نفس العام بدأ بكالوريوس في علم السلوكيّات، وتخرّج في 2016، بالإضافة إلى ذلك حصل على شهادة مدرّب نَفسِيّ. مؤخراً، تكلّلت سنوات أبحاث باتريك وجهوده بنشره لكتابه الأوّل: مخطّط العادة.
لا أعرف أحداً أكثر منّي حماساً لعلم العادة، لذلك يسرّني جداً أن أشارك ما أعتقد أنّها الخطوات الثلاث الأساس بين خطوات باتريك الخمسة عشر التي يمكنك أن تتّبعها لتحويل حياتك:
- إبدأ بتغيير عاداتك بقوة بانتقاء عادة أساسيّة أولاً.
- تجنّب تذبذب قوة الإرادة فلا تبدأ بخطوة صغيرة إلى حدّ مضحك.
- استثمر مغالطة الكلفة التالفة لصالحك باعتماد سلسلة من الضوابط.
إذا كنت تبحث عن وصفة يمكنك استعمالها مراراً وتكراراً لحضن العادات التي تريدها، فقد وصلت! دعنا نصمم مخطّط العادة الخاص بك!
الدرس الأول: إبدأ بتغيير عاداتك بقوة بانتقاء عادة أساسيّة أولاً.
تحصل 40 بالمئة تقريباً من مجرياتك اليومية عن طريق الطيار الآلي. خذ بعض الوقت لكي تتخلّص منه. وبحسب دراسة أجرتها جامعة ديوك، فإنّك لا تتعمّد تنفيذ نصف الأعمال التي تقوم بها يومياً على وجه التقريب. قد تكون هذه السلوكات الآليّة جيدة أو سيئة، حسب العادات التي سبق لك اكتسابها، ممّا يعني أنّها قد تجرّك إلى أعلى أو أسفل بشكل سريع جداً.
وهذا أمر مذهل ومخيف قليلاً في الوقت نفسه، لكنّه ليس سبباً لليأس. لأنّك إذا لم تستطع تغيير عاداتك من يوم لليوم اللاحق، يمكنك مع الوقت الحرص على أنّ ما يفعله الطيّار الآليّ لن يدفعك إلّا إلى الأفضل بدلاً من الأسوأ.
إنّ تغيير أوّل عادة بشكلٍ واعٍ سيكون الأصعب، لكن إذا كان اختيارك للعادة صائبًا، سيكون تأثيره الأكثر وقعاً أيضاً.
يمكنك إنجاز ذلك بانتقاء عادة أساسيّة تكون مثل حَجَرُ الْعِقْدِ أولاً. في الهندسة المعماريّة يأخذ حَجَرُ الْعِقْدِ مركز الثقل في أعلى نقطة من الْعِقْدِ، وهو الحَجَرُ الذي يثبّت الْعِقْدِ بأكمله. إذا أزلته تفكّك الْعِقْدِ، وإذا بقي مكانه يرسّخه بأكمله.

وأمّا في العادات، هذا يعني أنّ بعضها يُوَثِّر على حياتك إيجابياً أكثر من غيرها، لأنّها تسبّب تأثير التماوُج وبالتالي تدعم سلوكات إيجابيّة أخرى.
مثلاً، التمارين الرياضيّة تشكّل عادة أساس حَجَرُ عِقْد عند بات. طالما التزم ببرنامج معقول للياقة البدنيّة، يجد أنّه على طبيعته ينام بشكل أفضل، ويأكل بشكل أفضل، ويعمل بإنتاجيّة أعلى، ويستمتع بالحياة أكثر بكثير.
يمكنك بالتأكيد أن تفكّر فوراً بعادة لديها التأثير نفسه عليك. العادات التقليديّة تكون النوم، التمارين، والأكل السليم، لكنّها قد تكن أمراً مختلفاً تماماً.
فكّر أيّ العادات كانت تشكّل حَجَرُ عِقْد لديك في الماضي، وأنتقي التي تظن أن تأثيرها سيكون الأقوى عليك لتركّز عليها في بداية الأمر.
الدرس الثاني: تجنّب تذبذب قوة الإرادة فلا تبدأ بخطوة صغيرة إلى حدّ مضحك.
بمناسبة الكلام عن البدايات، حاول ألّا تنطلق في يوم واحد من الكسل التام إلى الماراثون. حاول معظمنا إنجاز تغييرات هائلة الحجم، بسرعة مذهلة، فتحطّمنا واحترقنا. والسبب على بساطته ليس ظاهراً: قوّة إرادتك تتذبذب بشكل كبير خلال اليوم.
لا أتمنّى لك أن تكون في إحدى تلك المواقف، لكنّها قد تعني الفرق بين الموت والحياة. مثلاً، عندما تقف أمام لجنة قضاة إخلاء السبيل واجبهم اتخاذ القرار إمّا بإطلاق سراحك أو بإرجاعك إلى زنزانتك سيئة الإضاءة.
ستكون فرصك بالحرية معدومة قبل وقت الغذاء مباشرة أو في نهاية اليوم. أمّا في بداية اليوم أو بعد الغذاء مباشرة فستحصل على الحريّة مرتين من أصل كلّ ثلاث مرّات.

(الصورة مأخوذة من الكتاب)
كيف ذلك؟
حسناً، القضاة مثلك تماماً يتعبون بعد يوم طويل من اتخاذ القرارات وجائعين قبل الغذاء مباشرة. في هذه الأوقات، تكون قوة إرادتهم، وبالتالي قدراتهم على الحكم في قضيّتك بشكل مُتَجَرّد، منخفضة بشكل ملحوظ مقارنة مع الصباح الباكر أو بعد إنهاء وجبة طعام، حين ستكون بطارية قوة الإرادة مشحونة بالكامل – لذلك سيضلّون الطريق عن سبق الاحتراز والحذر ويبقوك سجين الزنزانة.
بالنسبة لعادتك، هذا يعني أنّ أفضل وقت لمقاربتها يتزامن مع أفضل أوقات قوة الإرادة خلال اليوم، لكن لا يمكنك ضمانة النجاح دائماً.
عوضاً عن ذلك، يمكنك أن تتجنّب تقلّب قوة الإرادة كلياً، بأن تجعل عادتك سهلة لدرجة أنّك ستكون سخيفاً إذا لم تستطع تغييرها، مثلاً، يمكن أن يحدد هدفاً أن تركض لدقيقتين فقط، أو أن تأكل جزرة واحدة فحسب، أو مجرّد أن تقرأ صفحة واحدة من كتابك.
البداية بهذه السهولة التي تكاد بها أن تضحك من نفسك تحمل معها ثلاث مِيزَات:
1. يصبح الفشل مستبعداً إلى درجة كبيرة
2. تسمح لك بتجاوز العقبة الكبرى: أن تبدأ بالفعل
3. تحضّر نفسك للإفراط في التنفيذ
فكّر بها. يمكن لأي أحد أن يركض لدقيقتين. من السهل البدء بركض قصير كهذا. لكن من غير المحتمل أنّك ستتوقّف بعد أن تركض لدقيقتين. سَتَسْتَمِرُّ بفعل ذلك.
وهكذا تصبح أقرب خطوة من هدفك بأن تصبح عَدَّاءَا مواظِباً.
الدرس الثالث: استثمر مغالطة الكلفة التالفة لصالحك باعتماد سلسلة من الضوابط
لديك العادة الصحيحة. ها قد بدأت. كلّ ما عليك فعله هو الاستمرار. بالطبع هذا الجزء من أُحجِيَّة العادة صعب بقدر صعوبة الجزء السابق. في حين توجد عدّة تَحَيُّزات فكريّة على المحك، تحاول منعك من التقدّم، توجد واحدة يمكنك أن تقلبها رأساً على عقب وتستثمرها لصالحك.
إنّها تدعى مغالطة الكلفة التالفة وهي تصف الميل البشريّ إلى المبالغة في تقييم المنفعة المستقبليّة للأمور، والاستثمارات، والخبرات. لماذا نفعل ذلك؟ لأن نظرتنا المجرّدة يفسدها مدى استثمارنا العاطفيّ بموازاة الوقت والجهد والمال الذي سبق لنا أن صرفناه على موضوع ما.
بعض الأمثلة:
1. الفيلم سيء، لكنني جلست أكثر من نصف الوقت المخصّص له، لذلك سأكمله.
2. لسنا في الواقع بحاجة للذهاب للغذاء في الخارج اليوم، لكننا حجزنا في المطعم.
3. عطلتنا سيئة للغاية، لكن إذا عدنا إلى بلدنا قبل الموعد سنضطر لدفع مال إضافيّ
إذن فهمت الفحوى، وأنت تعلم أنّك اختبرته من قبل. بالطبع لن تستطيع مغالطة الكلفة التالفة مساعدتنا لتصحيح مسار التزمنا مسبقاً السير فيه. أمّا إذا كنت قد اتخذت الخيار الصحيح، يمكنها فعلياً العمل لصالحك.
تشكّل خدعة الإنتاجية لجيري ساينفيلد مثالاً شهيراً على ذلك، وتتضمّن إلصاق رزنامة 365 يوماً على جدارك ودمغ كل يوم نجاح بعلامة X كبيرة حمراء.

مع مروم كلّ يوم، سترى السلسلة تطول أكثر، وتوقك لأخذ يوم راحة يقلّ أكثر. كلّما ازداد الجهد الذي استثمرته في جعل عادتك راسخة، ستصبح أنت ملتزماً بها أكثر.
توجد طريقتين لتطبيق نظام السلسلة هذا:
- تحصل على رزنامة فعلية أو تطبعها على ورق من الإنترنت
- تشترك بموقع habit tracker، الذي يسمح لك بالدخول يومياً ومتابعة الأمر بسهولة، وبرنامجي وبرنامج بات المفضّل هو طبعاً coach.me.
بعدئذٍ، ادخل فوراً كلّ مرّة تنجز عادة في يومها. سواءً كان لك حافزاً أم لم يكن، باستعمال هذا النظام، ستندفع قريباً خلال الأيّام المريحة والأيّام المتعبة. وهذا كلّ المطلوب لاستكمال تغيير طويل الأمد.
حان وقت المكافأة!
سيصبح بإمكانك تطبيق الكتاب بأسرع ممّا كنت تظنّ … حان وقت المكافأة! يودّ باتريك أن يقدّم لم هديّة مع هذا الملخّص، دفتر تطبيقات مخطّط العادة، وهو الدليل المرافق للكتاب. من الأفضل بالطبع أن تستعمله مع الكتاب نفسه، ولكنّك إذا قمت بتنزيل دفتر التطبيقات، يمكنك أن تلقي نظرة مسبقة على كافة الخطوات الخمسة عشر ويمكنك أن تبدأ بالتطبيق بدءاً من اليوم.
إستعراض كتاب مخطّط العادة
لم تكن مصادفة أنّ الخطوات الثلاث الأولى التي انتقيتها هي أيضاً الخطوات الأولى في كتاب بات. وقبل أن تبدأ بالتفكير بحلقات العادة، المحفّزات، والتصميم البيئيّ، من الضروريّ أنّ تجعل عادة جديدة – أيّ عادة جيّدة في الحقيقة – عاملة وفاعلة بأقلّ مجهود ممكن. والباقي هو سباق سهل من أعلى اَلرَّبْوَة، في حين تهدف بقيّة الخطوات كلّها على تسهيل عملية تحويلك العادة إلى عمل رتيب.
في الجوهر، تغيير العادة عمليّة بسيطة. باتريك يقدّم هذه عمليّة بخطوة بعد خطوة، ومن ثم ينطلق أبعد من ذلك، فيعطيك الإجراءات الاحتياطيّة واحداً تلو الآخر. وبفضل كل هذا الحرص، يساعد كتابه المبتدئين اَلْمُتَطَلِّعِينَ والخبراء بتعديل السلوك على حدٍّ سواء. يمكنك أخذ الحد الأدنى من الخطوات التي تحتاجها، أو إضافة المزيد لتحسين فرصك بالنجاح.
وبشكل عام، فإنّ الكتاب هو أكثر كتاب قراءته توجّهاً للعادات، بفضل بساطته ووضوحه، أنّها قراءة قصيرة ولمن قويّة. لا يُمْكِننِي أن أفكّر بطريقة أفضل لصرف 4.99 دولار.
ماذا يمكنك أن تتعلّم أيضاً من هذا الكتاب؟
- حلقة العادة هي في قلب كلّ العادات
- ثلاث حوافز قويّة ستحثّك على تطبيق عادتك
- كيف يمكن لقبضة النصر من وقت لآخر أن تساعدك في تثبيت سلوكك الجديدة
- ما هو الاقتصاد الرمزي، وكيف يمكنك استعماله
- لماذا يجب أن تصمّم محيطك
- كيف يمكنك أن تقلّل من إمكانيّة الخسارة برفع طاقة التفعيل للسلوكات التي لا تريدها
- ما هو تأثير أهداف الآخرين عليك، ولم يهمّك هذا
- من تحتاج إلى مخاطبته بخصوص عادتك الجديدة
- أين يجب أن تضع عقد التزامك، وما هو هذا العقد
- كيف تصادف أحد الباحثين بمفهوم المسؤوليّة في الخمسينيّات
- ما هي الثغرات النفسيّة التي يجب التنبّه لها وكيفيّة تفادي الوقوع فيها
- كيف يساعدك استباق الفشل بتخطّي الفشل
- أي كتب أخرى يوصي بها باتريك
لمن أُزكّي كتاب مخطّط العادة؟
للطالب ذو الثمانية عشر عاماً، الذي سينهي دراسته الثانويّة قريباً ولا يعرف ماذا يريد أن يفعل، لكنّه يعرف أيّ نوع من الناس يريد أن يكون. لرائد الأعمال الناجح ذو التسع وثلاثين، الذي وعد نفسه من سنتين أن يخسر وزناً وهو يريد فعلاً أن يفعل ذلك هذه السنة. ولأي أحد كان جيداً في تغيير العادة، لكنّه واجه صعوبات في تعديل سلوكه في الأشهر والسنوات السابقة.