حديث رقم (3222) – هل تعلم أيُّ المال ينفع صاحبه؟

Spread the words of love

حديث رقم (3222) – هل تعلم أيُّ المال ينفع صاحبه؟

قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يَقُولُ الْعَبْدُ: مَالِي، مَالِي، إِنَّمَا لَهُ مِنْ مَالِهِ ثَلَاثٌ: مَا أَكَلَ فَأَفْنَى، أَوْ لَبِسَ فَأَبْلَى، أَوْ أَعْطَى فَاقْتَنَى، وَمَا سِوَى ذَلِكَ فَهُوَ ذَاهِبٌ، وَتَارِكُهُ لِلنَّاسِ)). صحيح مسلم:2959.

إنَّ المؤمن الفطن هو الذي جعل من دنياه عماراً لآخرته، وعمل في ماله لما بعد موته. وأما الغافل فمن خدعه ماله، واشْتَرَى حُبَّه في قلبه، فجمعه وعدَّده، وكنزه ولم يُخرج زكاته، ولم يُعطِ الفقراء والمساكين ما فرضه الله لهم فيه، فعليه جزاء كسبه وعقاب عدم أداء حقه كما أمره الله.

* مَالِي مَالِي: يرددها العبد وهو يُحصيه ويعدده افتخاراً واغتراراً به.
* أَكَلَ فَأَفْنَى: أنفقه على طعامه وشرابه وغذاء بدنه، فاستهلكه وزال.
* لَبِسَ فَأَبْلَى: لبسه من الثواب حتى بلي واستَهْلَكَه.
* أَعْطَى فَاقْتَنَى: تصدق به ابتغاء وجه الله تعالى فادخره ثواباً في الآخرة.

الثمرات والعبرات:
1.  يبيّن الحديث أن منافع المال الحقيقية محدودة في ثلاثة أنواع، واحدة منها فقط هي المنفعة الباقية لصاحبها، وأما غيرها فمنافع فانية زائلة لا يبقى لصاحبها منها شيء.
2.  ما عدا هذه المنافع الثلاث من المال، فهو “ذاهب” عن صاحبه بالموت، و”تاركه للناس” من الورثة وغيرهم، من غير فائدة ترجع إليه، مع ما فيه من المحاسبة والمعاقبة عليه إن كان من حرام أو لم تؤدَّ حقوقه.
3.  يُستفاد من الحديث أن مال الإنسان الحقيقي هو الذي انتفع به بما يعود نفعه إليه حالاً في دنياه (كالأكل والشرب واللباس)، أو مآلاً في آخرته (كالصدقة وصلة الرحم وسائر وجوه البر).

اللهم إنّا نسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، ونسألك من فضلك العظيم.

Add a Comment