حديث اليوم رقم (3211): هل تعرف الهدي النبوي عن خطورة هذه الاموال والأفعال؟

حديث اليوم رقم (3211): هل تعرف الهدي النبوي عن خطورة هذه الاموال والأفعال؟

قلتُ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: “حَسْبُكَ مِن صَفِيَّةَ كَذَا وَكَذَا!” – قَالَ: غَيْرُ مُسَدِّدٍ تَعْنِي: قَصِيرَةً. فَقَالَ: ((لَقَدْ قُلْتِ كَلِمَةً لَوْ مُزِجَتْ بِمَاءِ البَحْرِ لَمَزَجَتْهُ)). قَالَتْ: وَحَكَيْتُ لَهُ إِنْسَانًا، فَقَالَ: ((مَا أُحِبُّ أَنِّي حَكَيْتُ إِنْسَانًا وَأَنَّ لِي كَذَا وَكَذَا)). أخرجه أبو داود (4875)، والترمذي (2502).

الإسلامُ دِينُ الأَخْلَاقِ الحَسَنَةِ، وَقَدْ أَمَرَ بِحِفْظِ الأَعْرَاضِ مِنْ أَنْ تُنْتَهَكَ بِالقَوْلِ أَوِ الفِعْلِ؛ لِأَنَّهُ مِمَّا يُورِثُ العَدَاوَةَ وَالبَغْضَاءَ بَيْنَ المُسْلِمِينَ.

حَسْبُكَ مِن صَفِيَّةَ: مِنْ عُيُوبِهَا. وَصَفِيَّةُ هِيَ ابْنَةُ حُيَيٍّ، زَوْجُ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم.

لَوْ مُزِجَتْ بِمَاءِ البَحْرِ لَمَزَجَتْهُ: إِنَّ ذِكْرَكِ صَفِيَّةَ بِتِلْكَ الكَلِمَةِ لَوْ خُلِطَتْ بِمَاءِ البَحْرِ لَغَيَّرَتْ لَوْنَهُ أَوْ رِيحَهُ، وَهَذَا يُبَيِّنُ قُبْحَ هَذِهِ الكَلِمَةِ، وَمَا فِيهَا مِنَ الغِيبَةِ.

حَكَيْتُ لَهُ إِنْسَانًا: قَلَّدْتُ لَهُ إِنْسَانًا فِي هَيْئَةٍ أَوْ صِفَةِ تَقْبِيحٍ لَهُ.

مَا أُحِبُّ أَنِّي حَكَيْتُ إِنْسَانًا وَأَنَّ لِي كَذَا وَكَذَا: لَا أُحِبُّ تَقْلِيدَ النَّاسِ وَمُحَاكَاتَهُمْ، وَلَوْ أَخَذْتُ عَلَى ذَلِكَ الكَثِيرَ وَالكَثِيرَ مِنَ المَالِ أَوِ المَتاعِ، وَهَذَا لِبَيَانِ شِدَّةِ كَرَاهَتِهِ لِهَذَا الفِعْلِ عَلَى كُلِّ حَالٍ، وَتَكُونُ الكَرَاهَةُ أَشَدَّ إِذَا كَانَتْ عَلَى جِهَةِ الاسْتِهْزَاءِ وَالسُّخْرِيَةِ وَالتَّنْقِيصِ.

أعاننا الله وإياكم على فِعلَ الخيراتِ وتركَ المنكراتِ وحبَّ المساكينِ وأن تغفرَ لنا وترحَمَنا.