حديث اليوم رقم (3210): هل تعرف هذا التوجيه النبوي نحو أحد أصول الأخلاق الحميدة؟

حديث اليوم رقم (3210): هل تعرف هذا التوجيه النبوي نحو أحد أصول الأخلاق الحميدة؟

قالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يُؤْذِ جَارَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ))، أخرجه البخاري 6018، ومسلم 47.

يُرْشِدُنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ إِلَى التَّحَلِّي بِالْآدَابِ وَالْأَخْلَاقِ الْإِسْلَامِيَّةِ، الَّتِي تَزِيدُ الْأُلْفَةَ وَالْمَوَدَّةَ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ خَاصَة وَفِي المُجْتَمَع كَكُلّ عَامَّةً.

فَيُخْبِرُ أَنَّ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الَّذِي خَلَقَهُ إِيمَانًا كَامِلًا، وَيُؤْمِنُ بِالْيَوْمِ الْآخِرِ الَّذِي إِلَيْهِ مَعَادُهُ وَفِيهِ مُجَازَاتُهُ بِعَمَلِهِ:

* فَلَا يُؤْذِ جَارَهُ: بَلْ يُكْرِمُهُ بِالْإِحْسَانِ إِلَيْهِ وَاللُّطْفِ فِي مُعَامَلَتِهِ.
* فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ: وَإِكْرَامُ الضَّيْفِ يَكُونُ بِطَلَاقَةِ الْوَجْهِ، وَطِيبِ الْكَلَامِ أي حُسْنِ الْقِرَى.
* فَلْيَقُلْ خَيْرًا، أَوْ لِيَصْمُتْ: يَلْتَزِمُ السُّكُوتَ إِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ قَوْلَ الْخَيْرِ؛ وَذَلِكَ أَنَّ الْإِنْسَانَ فِي الْأَصْلِ مَأْمُورٌ بِقَوْلِ الْخَيْرِ دَوْمًا، وَالتَّنْبِيهِ لِأَنَّ آفَاتِ اللِّسَانِ كَثِيرَةٌ. فَإِنَّ الْمَرْءَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَتَكَلَّمَ، فَلْيَتَفَكَّرْ قَبْلَ كَلَامِهِ؛ فَإِنْ عَلِمَ أَنَّهُ لَا يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ مَفْسَدَةٌ وَلَا يَجُرُّ إِلَى مُحَرَّمٍ وَلَا مَكْرُوهٍ، فَلْيَتَكَلَّمْ، وَإِنْ كَانَ مُبَاحًا فَالسَّلَامَةُ فِي السُّكُوتِ.

بارك الله فيك ونفع بك، وجعلنا وإياكم ممن يتخلقون بهذه الأخلاق الرفيعة.