حديث اليوم رقم (3203): هل تَعْرِفُ عَظَمَةُ مَكَانَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟
|حديث اليوم رقم (3203): هل تَعْرِفُ عَظَمَةُ مَكَانَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟
عَنْ ثَوْبَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: ((… وَإِنَّ رَبِّي قَالَ: «يَا مُحَمَّدُ، إِنِّي إِذَا قَضَيْتُ قَضَاءً فَإِنَّهُ لَا يُرَدُّ، وَإِنِّي أَعْطَيْتُكَ لِأُمَّتِكَ:
* أَنْ لَا أُهْلِكَهُمْ بِسَنَةٍ عَامَّةٍ،
* وَأَنْ لَا أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ يَسْتَبِيحُ بَيْضَتَهُمْ،
* وَلَوِ اجْتَمَعَ عَلَيْهِمْ مَنْ بَيْنَ أَقْطَارِهَا،
* حَتَّى يَكُونَ بَعْضُهُمْ يُهْلِكُ بَعْضًا، وَيَسْبِي بَعْضُهُمْ بَعْضًا»)), رَوَاهُ مُسْلِمٌ (2889).
في الْحَدِيثُ وَعْدٍ إِلَهِيٍّ عَظِيمٍ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى لِنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحِفْظِ أُمَّتِهِ.
* إِنِّي إِذَا قَضَيْتُ قَضَاءً فَإِنَّهُ لَا يُرَدُّ: إِذَا حَكَمْتُ بِأَمْرٍ فَإِنَّ قَضَائِي نَافِذٌ لَا مَحَالَةَ.
* أَنْ لَا أُهْلِكَهُمْ بِسَنَةٍ عَامَّةٍ: بِقَحْطٍ أَوْ جُوعٍ أَوْ مَرَضٍ يَعُمُّ جَمِيعَهم، بَلْ إِنْ وَقَعَ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ فَإِنَّمَا يَكُونُ فِي نَاحِيَةٍ مُعَيَّنَةٍ دُونَ غَيْرِهَا.
* وَأَنْ لَا أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ يَسْتَبِيحُ بَيْضَتَهُمْ:
* عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ: خَارِجِيًّا مِنَ الْكُفَّارِ.
* يَسْتَبِيحُ بَيْضَتَهُمْ: يَسْتَوْلِي عَلَى دَارِهِمْ وَمُجْتَمَعِهِمْ وَيُفْنِيهِمْ.
* فَالْوَعْدُ بِأَنْ لَا يَسْتَطِيعَ عَدُوٌّ خَارِجِيٌّ أَنْ يُبِيدَ الْأُمَّةَ جَمْعَاءَ.
* وَلَوِ اجْتَمَعَ عَلَيْهِمْ مَنْ بَيْنَ أَقْطَارِهَا… حَتَّى يَكُونَ بَعْضُهُمْ يُهْلِكُ بَعْضًا: أَيْ أَنَّ الْخَطَرَ الْحَقِيقِيَّ عَلَى الْأُمَّةِ لَنْ يَأْتِيَهَا مِنْ خَارِجِهَا، وَإِنَّمَا سَيَكُونُ مِنْ دَاخِلِهَا، بِأَنْ يَقْتَتِلَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، وَيَسْتَبِيحَ بَعْضُهُمْ حُرْمَةَ بَعْضٍ.
ثمرات وَفَوَائِدُ
1. عَظَمَةُ المَنْزِلَةِ: فِي هَذِهِ الْهِبَةِ الْإِلَهِيَّةِ دَلِيلٌ عَلَى عَظِيمِ مَكَانَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ رَبِّهِ.
2. رَحْمَةُ اللَّهِ بِالْأُمَّةِ: فِيهِ تَسْلِيَةٌ لِلْأُمَّةِ وَبَيَانٌ لِسَعَةِ رَحْمَةِ اللَّهِ بِهَا، وَأَنَّهُ لَنْ يُتِيحَ لِعَدُوِّهَا أَنْ يُبِيدَهَا.
3. التَّحْذِيرُ مِنَ الْفِتْنَةِ: يُحَذِّرُ الْأُمَّةَ مِنْ أَكْبَرِ أَخْطَارِهَا، وَهُوَ الِاقْتِتَالُ الدَّاخِلِيُّ وَالتَّنَازُعُ بَيْنَهَا.
أسأل الله أن يحفظ الأمة من كل سوء، وأن يجمع كلمتها على الحق والهدى.