حديث اليوم رقم (3202): هل تَعْرِفُ كَيْفَ يُمْكِنُنَا اسْتِكْمَالُ إِيمَانِنَا بِهَذَا الْهُدَي النبوي؟
|حديث اليوم رقم (3202): هل تَعْرِفُ كَيْفَ يُمْكِنُنَا اسْتِكْمَالُ إِيمَانِنَا بِهَذَا الْهُدَي النبوي؟
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ)). رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ (2317) وَقَالَ: حَدِيثٌ حَسَنٌ، وَابْنُ مَاجَةَ (3974).
كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرَكِّزُ عَلَى تَكْمِيلِ الْأَخْلَاقِ كَجُزْءٍ أَسَاسِيٍّ مِنَ الدِّينِ، وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ يَرْسُمُ طَرِيقًا عَمَلِيًّا لِاسْتِكْمَالِ حُسْنِ الْإِسْلَامِ.
يُبَيِّنُ الْحَدِيثُ أَنَّ مِنْ أَعْظَمِ عَلَامَاتِ كَمَالِ إِسْلَامِ الْمُسْلِمِ وَحُسْنِ دِينِهِ:
* تَرْكَهُ مَا لَا يَعْنِيهِ: مُجَانَبَتُهُ لِكُلِّ مَا لَا يَخُصُّهُ أَوْ لَا يَنْفَعُهُ فِي دِينِهِ أَوْ دُنْيَاهُ.
* وَيَشْمَلُ ذَلِكَ: تَرْكَ التَّدَخُّلِ فِي شُؤُونِ الْآخَرِينَ بِغَيْرِ حَقٍّ، وَتَرْكَ الْكَلامِ الْفَارِغِ، وَتَرْكَ الْإِكْثَارِ مِنَ الْأَسْئِلَةِ عَنْ أُمُورٍ لَمْ تَقَعْ.
* وَيَدْخُلُ فِي ذَلِكَ أَيْضًا: تَرْكُ كُلِّ مَا حَرَّمَ اللَّهُ مِنَ الْأَقْوَالِ وَالْأَفْعَالِ؛ فَإِنَّهَا لَا تَعْنِيهِ وَلَا تَنْفَعُهُ.
وَفِي الْمُقَابِلِ: يَكْمُنُ الْحَثُّ عَلَى الِانْشِغَالِ بِمَا يَعْنِيهِ، وَهُوَ:
* مَا يَنْفَعُهُ فِي آخِرَتِهِ، مِثْلَ طَلَبِ الْعِلْمِ النَّافِعِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ.
* مَا يَنْفَعُهُ فِي دُنْيَاهُ مِنْ كَسْبٍ حَلَالٍ وَتَدْبِيرٍ لِشُؤُونِهِ.
* مَا يَنْفَعُ الْمُجْتَمَعَ مِنْ نَصِيحَةٍ وَأَمْرٍ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهْيٍ عَنِ الْمُنْكَرِ.
ثمرات وَفَوَائِدُ
1. مِفْتَاحُ السَّعَادَةِ: تَرْكُ مَا لَا يَعْنِينا يُوَفِّرُ لَنا وَقْت وَطَاقَة، وَيُحَقِّقُ لَنا طُمَأْنِينَةَ الْقَلْبِ وَسَلَامَةَ الصَّدْرِ.
2. عَلَامَةُ الْفِطْنَةِ: الْحَكِيمُ مَنْ شَغَلَ نَفْسَهُ بِمُهِمَّاتِهِ، وَلَمْ يَتَعَرَّضْ لِمَا لَا يَعْنِيهِ.
3. سَبِيلُ الْخَلاصِ: كَثِيرٌ مِنَ الْخُصُومَاتِ وَالْأَحْزَانِ تَنْشَأُ مِنْ التَّدَخُّلِ فِي مَا لَا يَعْنِينَا.
أسأل الله أن يهدينا لترك ما لا يعنينا، وأن يعيننا على الانشغال بما يقربنا إليه.