حديث رقم (3192): هل تَعْرِفُ مَدَى اتِّسَاعِ أَبْوَابِ الْخَيْرِ وَتَشَعُّبِهَا من فضل الله تعالى؟

حديث رقم (3192): هل تَعْرِفُ مَدَى اتِّسَاعِ أَبْوَابِ الْخَيْرِ وَتَشَعُّبِهَا من فضل الله تعالى؟

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ أَعْرَابِيًّا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلِّمْنِي عَمَلًا يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ؟ فَقَالَ: ((لَئِنْ كُنْتَ أَقْصَرْتَ الْخُطْبَةَ، لَقَدْ أَعْرَضْتَ الْمَسْأَلَةَ: أَعْتِقِ النَّسَمَةَ، وَفُكَّ الرَّقَبَةَ)). فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوَلَيْسَتَا بِوَاحِدَةٍ؟ قَالَ: ((لَا، إِنَّ عِتْقَ النَّسَمَةِ أَنْ تُفْرِدَ بِعِتْقِهَا، وَفَكَّ الرَّقَبَةِ أَنْ تُعِينَ فِي عِتْقِهَا، وَالْمِنْحَةُ الْوَكُوفُ، وَالْفَيْءُ عَلَى ذِي الرَّحِمِ الظَّالِمِ، فَإِنْ لَمْ تَطِقْ ذَلِكَ، فَأَطْعِمِ الْجَائِعَ، وَاسْقِ الظَّمْآنَ، وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ، وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ، فَإِنْ لَمْ تَطِقْ ذَلِكَ، فَكُفَّ لِسَانَكَ إِلَّا مِنَ الْخَيْرِ)). رَوَاهُ أَحْمَدُ (18670)، وَالْبُخَارِيُّ فِي “الْأَدَبِ الْمُفْرَدِ” (69)، وَابْنُ حِبَّانَ (374)

• لَئِنْ كُنْتَ أَقْصَرْتَ الْخُطْبَةَ، لَقَدْ أَعْرَضْتَ الْمَسْأَلَةَ: سُؤَالُكَ مُوجَزٌ، وَلَكِنَّ الْجَوَابَ عَرِيضٌ؛ لِاتِّسَاعِ أَبْوَابِ الْخَيْرِ الْمُؤَدِّيَةِ إِلَى الْجَنَّةِ.
• النَّسَمَةَ: الْعَبْدُ أَوِ الْأَمَةُ الْمَمْلُوكُ.
• أَعْتِقِ النَّسَمَةَ: أُعْتِقْ رَقَبَةً كَامِلَةً بِمَالِكَ وَحْدَكَ.
• فُكَّ الرَّقَبَةَ: سَاهِمْ فِي عِتْقِ رَقَبَةٍ بِالْمُشَارَكَةِ فِي دَفْعِ بَعْضِ ثَمَنِهَا.
• الْمِنْحَةُ الْوَكُوفُ: أَنْ تُعِيرَ غَنَمًا أَوْ بَقَرَةً حَلُوبًا كَثِيرَةَ اللَّبَنِ لِمُحْتَاجٍ لِيَنْتَفِعَ بِلَبَنِهَا ثُمَّ تُرَدَّ.
• الْفَيْءُ عَلَى ذِي الرَّحِمِ الظَّالِمِ: الْبِرُّ وَالصِّلَةُ لِلْقَرِيبِ الَّذِي يَقْطَعُكَ أَوْ يَظْلِمُكَ.

مُرُونَةُ الشَّرِيعَةِ وَاتِّسَاعُ أَبْوَابِ الْخَيْرِ بتقَديمها خِيَارَاتٍ مُتَعَدِّدَةً لِلْعَمَلِ الصَّالِحِ، مِنْهَا:

1. خِيَارَاتٌ عَالِيَةٌ: (عِتْقُ الرِّقَابِ، الْمِنْحَةُ، صِلَةُ الرَّحِمِ الظَّالِمِ).
2. خِيَارَاتٌ مُتَوَسِّطَةٌ: (إِطْعَامُ الْجَائِعِ، سَقْيُ الظَّمْآنِ، الْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ).
3. خِيَارٌ يَسِيرٌ: (كَفُّ اللِّسَانِ عَنِ الشَّرِّ وَالْبَاطِلِ).

فَائِدَةٌ: فِي الْحَدِيثِ تَسْلِيمَةٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ؛ فَلَيْسَ ثَمَّةَ عُذْرٌ لِأَحَدٍ فِي تَرْكِ الْخَيْرِ كُلِّيًّا، وَلِكُلٍّ قُدْرَةٌ وَطَاقَةٌ.