حديث رقم (3190): هل تَعْرِفُ مَاذَا يَنْتَظِرُنَا وَهُوَ أَفْضَلُ مِنَ الْجَنَّةِ وَمَا فِيهَا؟
|حديث رقم (3190): هل تَعْرِفُ مَاذَا يَنْتَظِرُنَا وَهُوَ أَفْضَلُ مِنَ الْجَنَّةِ وَمَا فِيهَا؟
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ((إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ: «يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ». فَيَقُولُونَ: لَبَّيْكَ رَبَّنَا وَسَعْدَيْكَ. فَيَقُولُ: «هَلْ رَضِيتُمْ؟» فَيَقُولُونَ: وَمَا لَنَا لَا نَرْضَى وَقَدْ أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ؟ فَيَقُولُ: «أَنَا أُعْطِيكُمْ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ». فَيَقُولُونَ: يَا رَبِّ، وَأَيُّ شَيْءٍ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ؟ فَيَقُولُ: «أُحِلُّ عَلَيْكُمْ رِضْوَانِي، فَلَا أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ أَبَدًا»)). الْبُخَارِيُّ 6549، وَمُسْلِمٌ 2829.
* لَبَّيْكَ رَبَّنَا وَسَعْدَيْكَ: إِجَابَتُنَا لَكَ مُتَابَعَةٌ بَعْدَ مُتَابَعَةٍ، وَإِسْعَادٌ بَعْدَ إِسْعَادٍ.
* أُحِلُّ عَلَيْكُمْ رِضْوَانِي: أُنْزِلُ عَلَيْكُمْ دَوَامُ رِضَايَ وَاسْتِمْرَارُهُ.
* فَلَا أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ أَبَدًا: فَلَا أَغْضَبُ عَلَيْكُمْ بَعْدَ هَذَا الرِّضَا أَبَدَ الْآبِدِينَ.
الثمرات وَالْفَوَائِدُ:
1. رِضْوَانُ اللَّهِ أَكْبَرُ النِّعَمِ: فَنَعِيمُ الْجَنَّةِ وَمَا فِيهَا مِنْ حُورٍ وَقُصُورٍ وَأَنْهَارٍ، كُلُّهُ دُونَ رِضَا اللَّهِ تَعَالَى، فهو أَعْلَى مَرَاتِبِ السَّعَادَةِ وَالنَّعِيمِ، لِأَنَّهُ سَبَبُ كُلِّ فَوْزٍ وَكَرَامَةٍ.
2. وقولُه تعالَى: «أفضلُ مِن ذلك» هو مِصداقٌ هُوَ مُصَدِّقٌ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة:72].
اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي فَوْقَ الْأَرْضِ، وَتَحْتَ الْأَرْضِ، وَيَوْمَ الْعَرْضِ، وَيَسِّرْ حِسَابِي، وَيُمِّنْ كِتَابِي. اللَّهُمَّ وَاجْعَلْ خَيْرَ عُمُرِي آخِرَهُ، وَخَيْرَ عَمَلِي خَوَاتِمَهُ، وَخَيْرَ أَيَّامِي يَوْمَ أَلْقَاكَ وَأَنْتَ رَاضٍ عَنِّي، يَا حَنَّانُ يَا مَنَّانُ يَا اللَّهُ.