حديث رقم (3172): هل تَعْرِفُ أَهَمِّيَّةَ الْمُحَافَظَةِ عَلَى الْوُضُوءِ وَالطَّهَارَةِ؟
|حديث رقم (3172): هل تَعْرِفُ أَهَمِّيَّةَ الْمُحَافَظَةِ عَلَى الْوُضُوءِ وَالطَّهَارَةِ؟
عَنْ ثَوْبَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((اسْتَقِيمُوا وَلَنْ تُحْصُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّ خَيْرَ أَعْمَالِكُمُ الصَّلَاةَ، وَلَا يُحَافِظُ عَلَى الْوُضُوءِ إِلَّا مُؤْمِنٌ)). رَوَاهُ أَحْمَدُ (22433)، وَابْنُ مَاجَةَ (277) وَقَالَ الْبُوصِيرِيُّ: إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ، وَالدَّارِمِيُّ (682)، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي “شُعَبِ الْإِيمَانِ” (2459) بِنَحْوِهِ.
أَمَرَ الْإِسْلَامُ بِالتَّوَسُّطِ فِي كُلِّ الْأُمُورِ، وَبِعَمَلِ الطَّاعَاتِ بِقَدْرِ الِاسْتِطَاعَةِ دُونَ تَكَلُّفٍ أَوْ تَشَدُّدٍ.
- اسْتَقِيمُوا: عَلَى طَرِيقِ الْهُدَى، وَقِيلَ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا} [فُصِّلَتْ: 30] أَنَّ الِاسْتِقَامَةَ هِيَ الْإِقَامَةُ عَلَى قَوْلِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، بِإِيفَاءِ حَقِّهَا، وَأَدَاءِ أَوَامِرِهِ، وَالِانْتِهَاءِ عَمَّا نَهَى عَنْهُ، وَالرِّضَا بِمَا يَكُونُ مِنْهُ.
- وَلَنْ تُحْصُوا: لَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعُدُّوا وَتَسْتَكْمِلُوا كُلَّ وُجُوهِ الْخَيْرِ وَالطَّاعَاتِ بِحَوْلِكُمْ وَقُوَّتِكُمْ، وَلَا بِاجْتِهَادِكُمْ وَاسْتِطَاعَتِكُمْ وَحْدَهَا. فَاسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَتَوَكَّلُوا عَلَيْهِ لِتَحْقِيقِ الِاسْتِقَامَةِ.
- خَيْرَ أَعْمَالِكُمُ الصَّلَاةَ: لِمَا فِيهَا مِنَ الْإِقْبَالِ عَلَى اللَّهِ، وَالْخُشُوعِ، وَالتَّذَلُّلِ لَهُ بِالْقَلْبِ وَالْجَوَارِحِ.
- وَلَا يُحَافِظُ عَلَى الْوُضُوءِ إِلَّا مُؤْمِنٌ: أَيْ لَا يُدَاوِمُ مُسْلِمٌ عَلَى إِحْدَاثِ طَهَارَةٍ لِلصَّلَاةِ وَالْبَقَاءِ عَلَيْهَا، إِلَّا مَنْ كَمُلَ إِيمَانُهُ وَتَصْدِيقُهُ بِالْغَيْبِ؛ لِأَنَّهُ يَعْلَمُ أَنَّهُ يَلْقَى رَبَّهُ فِي كُلِّ صَلَاةٍ، وَأَنَّ الطَّهَارَةَ شَرْطٌ لِصِحَّتِهَا. فَالْمُحَافَظَةُ عَلَى الْوُضُوءِ مِنْ عَلَامَاتِ صِحَّةِ الْإِيمَانِ وَقُوَّتِهِ.