حديث رقم (3169): هل تَعْرِفُ لِمَ عَلَيْنَا الْإِكْثَارُ مِنْ هَذَا الدُّعَاءِ الْعَظِيمِ مِنْ جَوَامِعِ الدُّعَاءِ؟
|حديث رقم (3169): هل تَعْرِفُ لِمَ عَلَيْنَا الْإِكْثَارُ مِنْ هَذَا الدُّعَاءِ الْعَظِيمِ مِنْ جَوَامِعِ الدُّعَاءِ؟
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِذَا كَنَزَ النَّاسُ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ، فَاكْنِزُوا هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ:
“اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الْأَمْرِ، وَالْعَزِيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ، وَأَسْأَلُكَ شُكْرَ نِعْمَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ حُسْنَ عِبَادَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ قَلْبًا سَلِيمًا، وَأَسْأَلُكَ لِسَانًا صَادِقًا، وَأَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا تَعْلَمُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا تَعْلَمُ؛ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ”))، حَدِيثٌ حَسَنٌ، أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ 17114، وَالتِّرْمِذِيُّ 3407، وَالنَّسَائِيُّ فِي “عَمَلِ الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ” 1304.
خَلَقَ اللَّهُ الْإِنْسَانَ مُحِبًّا لِلدُّنْيَا وَزِينَتَهَا مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ، وَحَذَّرَهُمْ مِنَ الِاغْتِرَارِ بِذَلِكَ، وَأَنْ يَكُونَ حِرْصُ الْمَرْءِ عَلَى الْآخِرَةِ، وَلَا يَغْتَرَّ بِجَمْعِ النَّاسِ لِحُطَامِ هَذِهِ الدُّنْيَا مِنْ ذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ.
يَحُثُّنَا الْحَدِيثُ عَلَى الْإِكْثَارِ مِنْ كَنْزٍ عَظِيمٍ بَاقٍ مَعَنَا، وَهُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُهُ النَّاسُ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ الَّتِي هِيَ أَعْظَمُ مَتَاعٍ وَلَكِنَّهُ زَائِلٌ. وَيُبَيِّنُ لَنَا كَلِمَاتٍ عَظِيمَاتٍ مُبَارَكَاتٍ نَدْعُو بِهِنَّ:
* الثَّبَاتَ فِي الْأَمْرِ: الدَّوَامَ وَالِاسْتِمْرَارَ عَلَى الدِّينِ وَالِاسْتِقَامَةِ عَلَيْهِ.
* الْعَزِيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ: عَزْمَ الْقَلْبِ وَثَبَاتَهُ عَلَى الصَّلَاحِ وَالْفَلَاحِ وَالصَّوَابِ.
* شُكْرَ نِعْمَتِكَ: أَنْ يُوَفِّقَنَا اللَّهُ لِشُكْرِ نِعَمِهِ وَالْعَمَلِ بِمُقْتَضَاهَا. حُسْنَ عِبَادَتِكَ: أَنْ نُؤَدِّيَهَا عَلَى الْوَجْهِ الَّذِي يُحِبُّهُ وَيَرْضَاهُ.
* قَلْبًا سَلِيمًا: مِنَ الشِّرْكِ وَالنِّفَاقِ وَالْأَمْرَاضِ الْقَلْبِيَّةِ. لِسَانًا صَادِقًا: يَنْطِقُ بِالصِّدْقِ وَيَجْتَنِبُ الْكَذِبَ وَالْغِيبَةَ وَالنَّمِيمَةَ.
* مِنْ خَيْرِ مَا تَعْلَمُ: جَمِيعِ أَنْوَاعِ الْخَيْرِ الظَّاهِرِ وَالْبَاطِنِ.
* مِنْ شَرِّ مَا تَعْلَمُ: مِنْ جَمِيعِ أَنْوَاعِ الشَّرِّ وَالْفِتَنِ.
* لِمَا تَعْلَمُ: مِنَ الذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا.
* عَلَّامُ الْغُيُوبِ: يَعْلَمُ الْأَشْيَاءَ الْخَفِيَّةَ الدَّقِيقَةَ الَّتِي قَدْ تَغِيبُ عَنَّا وَعَنِ النَّاسِ.