حديث رقم (3168): هل تَعْرِفُ كَيْفَ يُمْكِنُنَا أَنْ نَشْكُرَ الْمُنْعِمَ الْعَظِيمَ تَعَالَى؟
|حديث رقم (3168): هل تَعْرِفُ كَيْفَ يُمْكِنُنَا أَنْ نَشْكُرَ الْمُنْعِمَ الْعَظِيمَ تَعَالَى؟
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ يَرَى أَثَرَ نِعْمَتِهِ عَلَى عَبْدِهِ))، حَدِيثٌ حَسَنٌ، أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ 2819، وَالْحَاكِمُ 7671، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي “شُعَبِ الْإِيمَانِ” 6196.
خَلَقَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ الْخَلْقَ، وَهَيَّأَ لَهُمْ أَسْبَابَ الْحَيَاةِ وَالرِّزْقِ مِنْ عِنْدِهِ. وَعَلَّمَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَيْفَ نَشْكُرُ نِعَمَ اللَّهِ تَعَالَى وَفَضْلَهُ عَلَيْنَا؛ بِأَنْ نُظْهِرَ هَذِهِ النِّعَمَ مِنْ بَابِ الْإِقْرَارِ بِهَا دُونَ رِيَاءٍ أَوْ تَكَبُّرٍ، كَمَا أَمَرَنَا بِعَدَمِ الْبُخْلِ وَالشُّحِّ عَلَى النَّفْسِ.
* *يُحِبُّ أَنْ يَرَى أَثَرَ نِعْمَتِهِ عَلَى عَبْدِهِ:* أَيْ يُحِبُّ أَنْ يُظْهِرَ الْعَبْدُ فَضْلَ اللَّهِ عَلَيْهِ بِمَا رَزَقَهُ مِنْ مَالٍ أَوْ جَاهٍ أَوْ عِلْمٍ أَوْ جَمَالٍ، بِأَنْ يَلْبَسَ ثِيَابًا تَلِيقُ بِحَالِهِ؛ مِنَ النَّظَافَةِ وَالْحُسْنِ، وَيَأْكُلَ الطَّيِّبَاتِ، وَيَسْكُنَ فِي الْمَسَاكِنِ الْمُلَائِمَةِ، مَعَ مُرَاعَاةِ الْقَصْدِ وَتَرْكِ الْإِسْرَافِ وَالْفَخْرِ.
* وَهَذَا الظُّهُورُ مِنْ بَابِ *شُكْرِ* اللَّهِ عَلَى نِعَمِهِ، وَالِاسْتِعَانَةِ بِهَا عَلَى طَاعَتِهِ، وَاتِّخَاذِهَا طَرِيقًا إِلَى جَنَّتِهِ. وَهَذَا الْفِعْلُ أَفْضَلُ مِنْ تَرْكِ إِظْهَارِ النِّعْمَةِ بِصُورَةٍ تُوهِمُ الْفَقْرَ أَوِ التَّقْشُّفَ الَّذِي لَمْ يَأْمُرْ بِهِ الشَّرْعُ.
* وَالزُّهْدُ الْحَقِيقِيُّ هُوَ *عَدَمُ تَعَلُّقِ الْقَلْبِ* بِهَذِهِ النِّعَمِ وَالطُّمَأْنِينَةِ إِلَيْهَا، لَا تَرْكُ إِبْدَائِهَا وَإِظْهَارِهَا بِالطَّرِيقَةِ الشَّرْعِيَّةِ.