حديث رقم (3167): ماذا تَعْرِفُ عن وُجوبِ اتِّباعِ الكِتابِ المَجيدِ والسُّنَّةِ الشَّريفةِ؟
|حديث رقم (3167): ماذا تَعْرِفُ عن وُجوبِ اتِّباعِ الكِتابِ المَجيدِ والسُّنَّةِ الشَّريفةِ؟
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي خُطْبَتِهِ: ((أَمَّا بَعْدُ؛ فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَخَيْرَ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ)). ثُمَّ قَالَ: ((أَنَا أَوْلَى بِكُلِّ مُؤْمِنٍ مِنْ نَفْسِهِ؛ مَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِأَهْلِهِ، وَمَنْ تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضَيَاعًا فَإِلَيَّ وَعَلَيَّ))، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ (867).
* خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ: فَمَا مِنْ كَلَامٍ إِلَّا وَكَلَامُ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْهُ، وَهُوَ أَصْدَقُ الْأَقَاوِيلِ وَأَحْسَنُهَا.
* خَيْرَ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ: هُوَ السِّيرَةُ وَالسَّمْتُ وَالطَّرِيقُ، فَمَا مِنِ اتِّبَاعِ طَرِيقٍ وَسَبِيلٍ إِلَّا وَطَرِيقُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرٌ مِنْهُ. فَيَجِبُ اتِّبَاعُ طَرِيقِهِ وَسِيرَتِهِ وَسَمْتِهِ فِي التَّوْحِيدِ وَالْأَحْكَامِ وَالْعِبَادَاتِ وَالْمُعَامَلَاتِ.
* شَرَّ الْأُمُورِ: أَيْ أَقْبَحَ الْأُمُورِ الدِّينِيَّةِ (لَا الدُّنْيَوِيَّةِ).
مُحْدَثَاتُهَا: مُخْتَرَعَاتُهَا وَمُبْتَدَعَاتُهَا الَّتِي لَيْسَ لَهَا فِي الشَّرِيعَةِ أَصْلٌ يَشْهَدُ لَهَا بِالصِّحَّةِ وَالْجَوَازِ، وَهِيَ الْمُسَمَّاةُ بِالْبِدَعِ.
* كُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ: أَيْ كُلُّ اخْتِرَاعٍ فِي الدِّينِ بِكَيفِيَّةٍ لَمْ يَفْعَلْهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا أَصْحَابُهُ، وَلَيْسَ لَهَا أَصْلٌ فِي الدِّينِ تَنْتَهِي إِلَيْهِ، فَهِيَ ضَلَالٌ وَمَيْلٌ وَبُعْدٌ عَنِ الْهُدَى النَّبَوِيِّ الْمَطْلُوبِ اتِّبَاعُهُ.
* أَنَا أَوْلَى بِكُلِّ مُؤْمِنٍ مِنْ نَفْسِهِ: أَيْ أَحَقُّ النَّاسِ بِهِ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِنْ أُمُورِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، كَمَا فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ …} [الْأَحْزَابِ:6]. فَهُوَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْأَفُ الْخَلْقِ بِهِمْ، وَأَنْفُسُهُمْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهَلَاكِ، وَهُوَ يَدْعُوهُمْ إِلَى النَّجَاةِ.
* ضَيَاعًا: وَهُمُ الْأَوْلَادُ الصِّغَارُ وَالزَّوْجَةُ وَالمعالين ممَنْ لَا يَسْتَطِيعُ الْقِيَامَ بِأَمْرِ نَفْسِهِ.
* فَإِلَيَّ وَعَلَيَّ: أَيْ إِنَّه هو أَوْلَى النَّاسِ بِهِ؛ يَسُدُّ دَيْنَهُ، وَيَعُولُ مَنْ تَرَكَ مِنْ أَوْلَادِهِ وَنِسَائِهِ. وَهَذَا مِنْ حُسْنِ أَخْلَاقِهِ النَّبِيِّ وَمُؤَازَرَتِهِ لِلْمُسْلِمِينَ وَحِرْصِهِ عَلَى عَدَمِ ضَيَاعِهِمْ.