حديث رقم (3165): هل تَدْرِي مَن هَؤُلَاءِ المَذْكُورِينَ فِي الحَدِيثِ عَبْرَ الزَّمَنِ وَأَيْنَ هُمْ؟
|حديث رقم (3165): هل تَدْرِي مَن هَؤُلَاءِ المَذْكُورِينَ فِي الحَدِيثِ عَبْرَ الزَّمَنِ وَأَيْنَ هُمْ؟
عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((لا يَزالُ طائِفَةٌ مِن أُمَّتي ظاهِرِينَ، حتَّى يَأْتِيَهُمْ أمْرُ اللَّهِ وهُمْ ظاهِرُونَ)). صحيح البخاري 7311.
أُمَّةُ الْإِسْلَامِ شَأْنُهَا عَظِيمٌ وَخَطِيرٌ؛ فَإِنَّهَا آخِرُ أُمَمِ الْأَنْبِيَاءِ فِي الدُّنْيَا، وَنَبِيُّهَا خَاتَمُ الْأَنْبِيَاءِ، وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً بَشِيرًا وَنَذِيرًا، وَدَعْوَتُهُ مُمْتَدَّةٌ إِلَى آخِرِ الزَّمَانِ. وَمِنْ لَوَازِمِ امْتِدَادِ دَعْوَتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَبْقَى الْحَقُّ قَائِمًا فِي الْأُمَّةِ لَا يَضِيعُ؛ وَذَلِكَ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ بِالْأُمَّةِ مِنْ جِهَةٍ، وَمِنْ جِهَةٍ أُخْرَى لِاسْتِمْرَارِ قِيَامِ الْحُجَّةِ عَلَى النَّاسِ.
يُبَيِّنُ الْحَدِيثُ أَنَّهُ سَتَظَلُّ فِئَةٌ مِنْ أُمَّةِ الْإِسْلَامِ مُنْتَصِرَةً غَالِبَةً، وَهَذِهِ الْفِئَةُ مُعَانَةٌ مِنَ اللَّهِ، مَنْصُورَةٌ عَلَى مَنْ خَذَلَهَا وَحَارَبَهَا، وَالْهَزِيمَةُ وَالْخِذْلَانُ عَاقِبَةُ مَنْ حَارَبَهَا أَوْ عَارَضَهَا. وَسَيَظَلُّونَ عَلَى هَذَا الْحَالِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ طَائِفَةً بَعْدَ طَائِفَةٍ. وَهَذَا مِمَّا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْحَقَّ لَا يَنْقَطِعُ فِي أُمَّةِ الْإِسْلَامِ؛ فَهَنَاكَ مَنْ يَتَوَارَثُهُ جِيلًا بَعْدَ جِيلٍ.
وَبِالْجَمْعِ بَيْنَ كُلِّ الْأَقْوَالِ، إِنَّ هَذِهِ الطَّائِفَةَ تَكُونُ مُتَنَاثِرَةً بَيْنَ طَوَائِفِ الْأُمَّةِ؛ فَمِنَ الْمُُمْكِنِ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْعُلَمَاءِ وَالْمُجَاهِدِينَ وَالْفُقَهَاءِ وَالْآمِرِينَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهِينَ عَنِ الْمُنْكَرِ. وَقَدْ يَكُونُونَ مُجْتَمِعِينَ فِي مَكَانٍ، أَوْ مُتَفَرِّقِينَ فِي عِدَّةِ أَمَاكِنَ.