حديث اليوم رقم (3150) هل نستطيع أن نحتمل هكذا الأفعال ذات النتائج الوخيمة هذه؟

حديث اليوم رقم (3150) هل نستطيع أن نحتمل هكذا الأفعال ذات النتائج الوخيمة هذه؟

قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَََ: ((قالَ اللَّهُ تَعالَى: «ثَلاثَةٌ أنا خَصْمُهُمْ يَومَ القِيامَةِ، رَجُلٌ أعْطَى بي ثُمَّ غَدَرَ، ورَجُلٌ باعَ حُرًّا فأكَلَ ثَمَنَهُ، ورَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أجِيرًا فاسْتَوْفَى منه ولَمْ يُعْطِهِ أجْرَهُ.»)).صحيح البخاري 2227.

اهتَمَّ الإسلامُ بتَنظيمِ المُعاملاتِ بيْن النَّاسِ؛ حِفاظًا على حُقوقِهم، وإقامةً للعَدْلِ بيْنهم، وحَذَّر مِن سَيِّئِها ونَفَّر مِنها، وبَيَّن سُوءَ عاقِبَتِها.

يَستوجبُ خُصومةَ اللهِ تعالَى يومَ القِيامَةِ: هذا وعيد شديد لهولاء الأصنافٍ الثلاثة منَ النَّاسِ؛ لأن من كان الله خصمه فقد هلك لا محالة

أعْطَى بي ثُمَّ غَدَرَ: أعطَى العهدَ واليَمينَ باسمِ اللهِ، ثُمَّ غَدَرَ بهذا العَهْدِ ونَقَضَه، ولم يَفِ بيَمينِه وعَهدِه، وقدْ أمَرَ اللهُ عزَّ وجلَّ بالوَفاءِ بالعهْدِ .

باعَ حُرًّا فأكَلَ ثَمَنَهُ: رَجلٌ باع رجُلًا حُرًّا وهو يَعلَمُ أنَّه حُرٌّ، ثمَّ أكَلَ ثَمَنَ هذا الحُرِّ، أي: انتَفَعَ به، ومَن باع حُرًّا فقدْ مَنَعَه التَّصرُّفَ فيما أباح اللهُ له، وأَلْزَمَه حالَ الذِّلَّةِ والصَّغارِ، فهو ذَنبٌ عَظيمٌ لذلك.

اسْتَوْفَى منه ولَمْ يُعْطِهِ: رَجلٌ استأجَرَ أجيرًا، فاستَوْفَى منه العَمَلَ الَّذي المطلوب، ولم يُعطِه أَجْرَه؛ فالأجيرَ وَثِقَ بأمانَةِ المُؤَجِّرِ، فإنْ خانَ الأمانةَ تَولَّى اللهُ جَزاءَه، إذ استَخدَمَه بغيرِ عِوَضٍ، وأكَلَ حقَّه بالباطلِ، وهو مِن أقبَحِ المَظالِمِ وأشَدِّها.

وذِكرُ هؤلاء الثَّلاثةِ ليس للتَّخصيصِ؛ لأنَّه سُبحانه خَصْمٌ لجَميعِ الظالمينَ، ولكنَّه أراد التَّشديدَ عليهم؛ لِما فيهم مِن تَحقُّقِ صِفةِ الغدْرِ.