حديث اليوم رقم (3144) هل تعرف أنّ هذه كفّارة ذلك العمل المريع؟

Spread the words of love

حديث اليوم رقم (3144) هل تعرف أنّ هذه كفّارة ذلك العمل المريع؟

[يقول راوي الحديثِ أبو مَسعودٍ الأنصاريُّ رضي الله عنه:] كُنْتُ أَضْرِبُ غُلَامًا لِي، فَسَمِعْتُ مِن خَلْفِي صَوْتًا: ((اعْلَمْ، أَبَا مَسْعُودٍ، لَلَّهُ أَقْدَرُ عَلَيْكَ مِنْكَ عليه))، فَالْتَفَتُّ فَإِذَا هو رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، هو حُرٌّ لِوَجْهِ اللهِ، فَقالَ: ((أَما لو لَمْ تَفْعَلْ لَلَفَحَتْكَ النَّارُ، أَوْ لَمَسَّتْكَ النَّارُ))، صحيح مسلم 1659.

أمَرَ الإسلامُ بالإحسانِ إلى كلّ الناس، ومنهم الخدَمِ والعبيدِ فهم من الضعفاء والمستضعفين عادة في المجتمع، فلم يجيز الشرع التجبّر والتكبّر عليهم، بل على العكس من ذلك تماما، فمثلا على ذلك جَعَل مِن الكفَّاراتِ لبَعضِ الذُّنوبِ عِتقَ الرَّقيقِ والعبيدِ. وكنا يبيّن الحديث إذا تعدّى على أحدهم، فليس إلّا أن يعتقه لوجه الله تعالى فورًا لتكون كفارة لإعتدائه عليه.

اعلَمْ أبا مسعودٍ: نادى عليه الرَسولُ عليه الصلاة والسلام باسمِه ولكنَّه لم يَنتبِهْ له وَلَمْ يَفهَمْ ما اشتمَلَ عليه الصَّوتُ مِنَ الكلامِ؛ لشِدَّةِ الغضَبِ.

ويذٌكر رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ راوي الحديث إنَّ قُدرةَ اللهِ على تَعذيبِه أكثَرُ وأشدُّ مِن قُدرتِه على تَعذيبِ ذلك الإنسان، فعليه أن يحذر انتقامَه سُبحانه، ولا تَحملْه قدرتُه عليه، أنْ يتعدَّى فيما مَنعَ اللهُ منه، مِن ضرْبِه عُدوانًا.

وفي الحَديثِ: الحثُّ على الرِّفقِ بالناس والتَّنبيهُ على استعمالِ العفوِ وكَظمِ الغيظِ،

وفيه: أنَّه يَنْبغي لنا أنْ نذكُرَ عندَ سَورةِ غَضبِنا مَقامَنا في الآخرةِ بيْنَ يَدَي ربِّنا عزّ وجلّ، حِين نطلُبُ مِنه تَعالَى العفْوَ والغُفرانَ.

Add a Comment