حديث اليوم رقم (3143) هل تعرف هذا الخُلُق وهذا الدعاء للخارجين في سبيل الله تعالى؟
|حديث اليوم رقم (3143) هل تعرف هذا الخُلُق وهذا الدعاء للخارجين في سبيل الله تعالى؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((أيُّها النَّاسُ، لا تَمَنَّوْا لِقَاءَ العَدُوِّ، وسَلُوا اللَّهَ العَافِيَةَ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا، واعْلَمُوا أنَّ الجَنَّةَ تَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ))، ثُمَّ قَالَ: ((اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الكِتَابِ، ومُجْرِيَ السَّحَابِ، وهَازِمَ الأحْزَابِ، اهْزِمْهُمْ وانْصُرْنَا عليهم))، صحيح البخاري 3024، وصحيح مسلم 2613.
لا تَمَنَّوْا لِقاءَ العَدُوِّ, وهذا النَّهيُ لعدّة اسباب، منها:
1. لِأنَّ المَرءَ لا يَعلَمُ ما يَنتَهي إليه أمْرُه، ولا كيف يَنجُو منه،
2. لِأنَّ الناسَ مُختَلِفونَ في الصَّبْرِ على البَلاءِ،
3. لِأنَّ العافيةَ والسَّلامةَ لا يَعدِلُها شَيءٌ؛
4. لِمَا فيه مِن صُورةِ الإعجابِ بالنَّفْسِ، والاتِّكالِ عليها، والوُثوقِ بأسبابِ القُوَّةِ،
5. لِأنَّه يَتضَمَّنُ قِلَّةَ الاهتِمامِ بالعَدُوِّ واحتِقارَه، وهذا يُخالِفُ الاحتياطَ والحَزمَ
سَلُوا اللهَ العافيةَ: لِدَفْعِ جَميعِ المَكروهاتِ في البَدَنِ والمالِ والأهلِ والدُّنيا والآخِرةِ؛ كما أنَّ الحَربَ مَجالُ الإصاباتِ والابتِلاءِ
الجَنَّةَ تَحتَ ظِلالِ السُّيوفِ: أنَّ لِقاءَ العَدُوِّ والنِّزَالَ مِنَ الأسبابِ المُوجِبةِ لِلجَنَّةِ،
هازِمَ الأحزابِ: وهُمُ الأحزابُ الذين اجتَمَعوا عليه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في غَزوةِ الخَندَقِ (الأحزابِ)،
اهْزِمْهم وانصُرْنا عليهم: يُشيرُ إلى قَولِه تعالَى: {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ} [التوبة:14].