حديث اليوم رقم (3136) هل ترى كلّ هذا الحبّ وكلّ هذا الرفق في الوصيّة النبويّة؟
|حديث اليوم رقم (3136) هل ترى كلّ هذا الحبّ وكلّ هذا الرفق في الوصيّة النبويّة؟
كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا أمَرَهُمْ، أمَرَهُمْ مِنَ الأعْمَالِ بما يُطِيقُونَ، قالوا: “إنَّا لَسْنَا كَهَيْئَتِكَ يا رَسولَ اللَّهِ، إنَّ اللَّهَ قدْ غَفَرَ لكَ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ وما تَأَخَّرَ”، فَيَغْضَبُ حتَّى يُعْرَفَ الغَضَبُ في وجْهِهِ، ثُمَّ يقولُ: ((إنَّ أتْقَاكُمْ وأَعْلَمَكُمْ باللَّهِ أنَا))، أخرجه البخاري 20.
كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حَريصًا على التَّيسيرِ على العِبادِ، ولم يُحمِّلْهم ما لا يُطِيقون ولا يَستطيعونَ مِنَ الأعمالِ والعِباداتِ، وحذَّرَ مِن التَّكلُّفِ والتَّشدُّدِ. لذلك أمر ببعض الاعمال التي يُطيقونها ويكنهم المُداوَمةَ عليها.
وكانوا لشِدَّةِ حِرصِهم على الطَّاعاتِ يُريدونَ الاجتهادَ في العملِ، والزِّيادةِ مِن العِبادةِ؛ رغبةً في زِيادةِ الأجرِ، وفهموا انّ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لا يحتاجُ إلى عمَلٍ، ومع هذا مُواظِبٌ على الأعمالِ؛ فكيف بهم وذُنوبهم كثيرة؟!
بيّن الحديث أنّ نحرص على المُداوَمةِ على الأعمالِ، لا على الإكثارِ منها والإسرافِ في العِبادةِ، وتَكليفِ النَّفْسِ ما لا يُطاقُ طاعةٌ لله.
وفي الحديث أنَّ مِن السُّنَّةِ الاقتصادَ في النَّوافلِ، ومُلازَمةَ ما يُمكِنُ الدَّوامُ عليه، والتدرّج حسب طاقة ووقت الإنسان؛ لأنَّ إرهاقَ النَّفْسِ بالعبادةِ يُؤدِّي إلى كُرهِها، والانقطاعِ عنها.