حديث اليوم رقم (3101) هل تعرف ضرورة الرفق حتّى مقابل الخشونة والجلافة؟
|حديث اليوم رقم (3101) هل تعرف ضرورة الرفق حتّى مقابل الخشونة والجلافة؟
أدْرَكَهُ [صلَّى اللهُ عليه وسلَّم] أعْرَابِيٌّ، فَجَبَذَهُ برِدَائِهِ جَبْذَةً شَدِيدَةً، حتَّى نَظَرْتُ إلى صَفْحَةِ عَاتِقِ رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قدْ أثَّرَتْ بهَا حَاشِيَةُ البُرْدِ مِن شِدَّةِ جَبْذَتِهِ، ثُمَّ قالَ: يا مُحَمَّدُ، مُرْ لي مِن مَالِ اللَّهِ الذي عِنْدَكَ، فَالْتَفَتَ إلَيْهِ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثُمَّ ضَحِكَ، ثُمَّ أمَرَ له بعَطَاءٍ. صحيح البخاري 5809 وصحيح مسلم 1057.
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رَؤوفًا رَحيمًا رَفيقًا بِالمؤمنينَ، فلم يكُنْ يُعنِّفُ أحدًا أو يُغلِظُ على أحدٍ إلَّا أنْ تُنْتَهكَ حُرماتُ اللهِ تعالَى، فَيَغضَبُ لذلك، وترك لنا دروسا عديدة عن الرفق والحلم في التعامل.
البُرْدُ: نَوعٌ مِنَ الثِّيابِ، النَّجْرانيُّ: نِسْبَة إلى نَجْرانَ مدينةٍ باليمنِ، غَليظُة الحاشيةِ: غليظُ الجانبِ.
يوضح راوي الحديث أن الأعرابي كان جلفا لدرجة إنّه أمسك النبيّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من ثوبِه بشِدَّةٍ، حتَّى إنَّ الثَّوبَ أثَّر في جانبِ رَقبتِه مِن شِدَّةِ الجَذْبةِ،
ضَحِكَ: عندما فهم إنّ هذه الجلافة طبيعة، ضَحِكَ ترفُّقًا به وترحُّمًا، وهو تصرّف قد يُتعجَّبُ منها في العادةِ، أو قد يكون الرد عليه بنفس الفظاظة أو أكثر. أمَر له عَطاءٍ: أي مِنَ المالِ.