حديث اليوم رقم (2858) هل تعرف بما نعتصم؟ وما هو أخطر المخاطر؟
|حديث اليوم رقم (2858) هل تعرف بما نعتصم؟ وما هو أخطر المخاطر؟
قلتُ يا رسولَ اللَّهِ حدِّثْني بأمرٍ أعتصِمُ بِهِ قالَ: ((قُلْ ربِّيَ اللَّهُ، ثمَّ استقِم)) قلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، ما أخوَفُ ما تخافُ عليَّ؟ فأخذَ بلسانِ نفسِهِ ثمَّ قالَ: ((هذا))، صحيح الترمذي 2410.
كان الصَّحابةُ رضِيَ اللهُ عَنهم كثيرًا ما يَسأَلون النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم عن سُبلِ النَّجاةِ في الدُّنيا والآخرةِ، فكان يُجيبُهم ويَدُلُّهم على طرُقِ النَّجاةِ وأسبابِ الفَلاحِ، وذلك بتَوجيه للأمَّةِ كلِّها.
أمرٍ أعتَصِمُ به: عمَلٍ أو قول أتمسَّكُ به وأجد فيه النَّجاةُ والفلاحُ.
قُلْ ربِّي اللهُ: عليك بتَوحيدِ اللهِ وعبادتِه، استَقِمْ: في الأقوالِ والأعمالِ والأحوالِ، وذلك مثلُ قولِه تعالى: { إِنَّ ٱلَّذِینَ قَالُوا۟ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسۡتَقَـٰمُوا۟ فَلَا خَوۡفٌ عَلَیۡهِمۡ وَلَا هُمۡ یَحۡزَنُونَ } [الأَحۡقَافِ:١٣].
ثم يبيّن الحديث انّ اللِّسانُ ربَّما كان نجاةَ الإنسانِ أو كان هَلاكَه؛ فبه يَظهَرُ الخيرُ أو الشَّرُّ، والمرءُ مُحاسَبٌ عليه، فالنجاة في إمساكُه وعدَمُ كثرةِ الكلامِ فيما لا فائدةَ مِنه، إلَّا أن يقولَ ذِكرًا للهِ، أو خيرًا مِن أمرٍ بمعروفٍ أو نهيٍ عن منكَرٍ أو إصلاحٍ بين النَّاسِ؛ فهذا ممَّا يُثابُ عليه.