حديث اليوم رقم (2439) ألا ترى أنّ كرم الله وفضله ورحمته بالعباد محيطة بهم؟

Spread the words of love

حديث اليوم رقم (2439) ألا ترى أنّ كرم الله وفضله ورحمته بالعباد محيطة بهم؟

قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ: ((لَنْ يُدْخِلَ أحَدًا عَمَلُهُ الجَنَّةَ)). قالوا: ولا أنْتَ يا رَسولَ اللَّهِ؟ قالَ: ((لا، ولا أنا، إلَّا أنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بفَضْلٍ ورَحْمَةٍ، فَسَدِّدُوا وقارِبُوا، ولا يَتَمَنَّيَنَّ أحَدُكُمُ المَوْتَ: إمَّا مُحْسِنًا، فَلَعَلَّهُ أنْ يَزْدادَ خَيْرًا، وإمَّا مُسِيئًا، فَلَعَلَّهُ أنْ يَسْتَعْتِبَ))، صحيح البخاري (5673).

العَبدُ في سَيرِه إلى اللهِ تعالَى لا يجَمعِ بيْن الرَّجاءِ برحمة الله الواسعة والخَوفِ من عقابه الشديد؛ فالخَوفَ وَحْدَه يؤدِّي إلى القُنوطِ واليَأسِ، ويُؤكِّدُ الحديثِ أنَّ العملَ لنْ يَدخُلَ أحدً الجنَّةَ إلّا أن يُلبِسه الله من فضْلٍ ورَحْمةٍ وكرمه، ويُغطِّيه بها،

ولا تَعارُضَ بيْنه وبيْن قولِه سُبحانه: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [النحل: 3]؛ لأنَّ التوفيقَ للأعمالِ، والهدايةَ للإخلاصِ فيها، وقَبولَها: إنما هو برحمةِ اللهِ وفَضْلِه، فيصِحُّ أنَّه لم يدخُلْ بمجَرَّدِ العمَلِ، وهو مرادُ الحديثِ، ويصِحُّ أنَّه دخل بسَبَبِ العَمَلِ، وهو من رحمةِ اللهِ تعالى.

فسَدِّدُوا وقارِبُوا: اقْصِدُوا الصَّوابَ ولا تُفْرِطُوا فتُجهِدُوا أنفُسَكم في العبادةِ؛ لئلَّا تملّوا فتَترُكوا العملَ فتُفَرِّطُوا.

Add a Comment