36 – العبر والحكم في قصة السيدة مريم عليها السلام
|
لا يستطيع القارئ للقرآن الكريم والسنّة الشريفة إلّا ملاحظة المستوى الرفيع من التبجيل والتكريم والتشريف التي أحاطت الشريعة الإسلامية بهما السيدة مريم عليها السلام بشكل خاص، ونرى هذا المستوى متردّدا في كافة الآيات التي وصفتها النصوص الشرعية. كذلك يمكنه التفكّر والتدبّر في العديد من العبر والحكم المحبوكة في بعض نواحي قصّتها، عليها السلام.
أولًا: إنّ قصص القرآن الكريم حقيقيّة وليست أساطير وخرافات
ثانيًا: إنّ قصص القرآن الكريم ذات أهداف سامية جليلة
ثالثًا: إنّ الله اصطفى وكرّم وشرّف الصِِدّيقة مريم عليها السلام
رابعًا: أنّه يمكننا استشفاف عدة حكم وعبر من هذه القصّة
قصص القرآن الكريم حقيقية
ومثل كل القصص في القرآن الكريم، فإن قصّتها تتميّز بالدرجة الأولى بأنّها قصّة حقيقية من الواقع الحياتيّ الذي حصل قطعًا فيما مضى، كما تتميّز أيضًا بأنّها من أحسن القصص، من حيث الأسلوب والفحوى والمغزى، ممّا يعزّز تأثيرها ويعمّق انعكاساتها في النفوس كما أخبرنا الله عزّ وجلّ في كتابه الكريم:
- {إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ ۚ وَمَا مِنْ إِلَٰهٍ إِلَّا اللَّهُ ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (آل عمران:62)
- 2. {اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ ۗ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا} (النساء:87)
- 3. {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْآنَ …} (يوسف:3)
- 4. {وَكُلًّا نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ ۚ وَجَاءَكَ فِي هَٰذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ}ٰ (هود:120)
قصص القرآن الكريم هادفة
بالإضافة إلى ذلك، فإن قصتّها لا تختلف عمّن غيرها من القصص في أنّها هي أيضًا تتحف القارئ المتمعّن بأهداف سامية فيها العديد من العبر والحكم للاتعاظ والهدى والاعتبار كما في قوله تعالى:
- {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ ۗ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} (يوسف:111).
- 2. {وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ۚ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ۚ ذَّٰلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۚ فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُون}َ (الأعراف:176)
إصطفاء وتكريم وتشريف الصِدّيقة مريم عليها السلام
في واقع الأمر لن يجد القارئ الجاد كتاب كرّم وشرّف وطهّر السيدة مريم بنت عمران، وآل عمران وعيسى المسيح ابن مريم أكثر من القرآن الكريم، وإن كنّا سنركّز الموضوع أكثر على البتول العذراء التي اصطفاها الخالق عزّ وجلّ من بين نساء العالمين أجمعين منذ أن ولدت، واصطفاها وطهّرها وبارك فيها وأختارها لإنجاز هدفٍ هام سامٍ موجّه مباشرة لبني إسرائيل ولتستشّف منه البشرية جمعاء عبر ودروس عبر التاريخ.
والملفت أن هذا القارئ العزيز سيجد في القرآن الكريم سورتان تحمل إحداهما اسم مريم عليها السلام أي سورة مريم، والثانية تحمل اسم عائلتها، أي سورة آل عمران، في حين لا توجد أيّ سورة سميت باسم أي امرأة أخرى أو باسم عائلة أحد ما في كلّ النص القرآني.
من المميّز أنّها قبل أن تولد وعند ولادتها، كانت والدتها مهتمة بمولدها ونشأتها القويمة والتربية الصالحة الصحيحة، كما أخبرنا الله جلّ جلاله في كتابه الكريم: {إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (*) فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَىٰ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَىٰ ۖ وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} (آل عمران:35-36) . فتقبّل الله سبحانه هذا النذر أحسن قبول وهيأ للسيدة مريم عليها السلام أفضل تربية كما أخبرنا في القرآن الكريم: {فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ۖ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا ۖ قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا ۖ قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ۖ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} (آل عمران:37).
فقد اصطفى الخالق عزّ وجلّ مريم بنت عمران عليها السلام لطاعته وخصّها بالكرامات العظام، وطهّرها من الرجس والدنس كما في قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَىٰ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ} (آل عمران:42)، وميّزها عن نساء العالمين، كما يؤكّد الحديث الشريف: ((خَيْرُ نِسَائِهَا ]أي الجنة[ مَرْيَمُ بنْتُ عِمْرَانَ وَخَيْرُ نِسَائِهَا خَدِيجَةُ بنْتُ خُوَيْلِدٍ)) وغيره من الأحاديث بنفس المعنى[i]. ومن المفهوم من سياق قصتها في القرآن الكريم أن الله تعالى وتبارك اصطفاها على عدة أبعاد:
- بادئ ذي بدء تَقَبَّلَها الرحمن وهي أنثى، ولم يحصل لغيرها هذا الشرف من قبل.
- تفرّغت لعبادة الرحمن والتبتّل إليه واختصّها بالعبادة
- أعاذها الله السميع العليم من الشيطان الرجيم هي وذريّتها، ولم يحصل ذلك لأحد من البشر كما أكّد الصادق الأمين عليه الصلاة والسلام في الحديث الشريف: ((ما مِن مَوْلُودٍ يُولَدُ إِلَّا نَخَسَهُ الشَّيْطَانُ، فَيَسْتَهِلُّ صَارِخًا مِن نَخْسَةِ الشَّيْطَانِ، إِلَّا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ)). ثُمَّ قالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: اقْرَؤُوا إنْ شِئْتُمْ: {وَإنِّي أُعِيذُهَا بكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} [آل عمران: 36][ii].
- وهبها العديد من الكرامات مثل إهداؤها الطعام المتنوّع الشامل دون جهد أو سعي منها، كما في قوله تعالى: {فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ۖ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا ۖ قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا ۖ قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ۖ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} (آل عمران:37).
- أرسل إليها الوحي عن طريق جبريل عليه السلام ليبشّرها بالولادة المعجزة وعظمة المولود المنتظر، وهذا كرامة لا تحصل إلا للأنبياء أو للعباد الصالحين
- أكرمها بنبيّ الله عيسى عليه السلام وولادته المعجزة
كما أنّ مريم من بنت عمران من عائلة خاصّة اصطفاها الله عز وجلّ كما اصطفى آل إبراهيم، كما أخبرنا الحكيم العليم: {۞ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ} (آل عمران:33).
وإذا تحرّينا معنى “تَقَرَّ عَيْنُهَا” وجدنا أنّه بمعنى أن تطمئنّ وتهنأ وترضى، وقد استخدم القرآن الكريم هذا التعبير بهذا المعنى خلال هذه السورة حين كانت العذراء البتول الطاهرة في خضم وضع نفسيّ في غاية الصعوبة حيث حملت من غير رجل، والآن بعد أن ولدت عليها مواجهة قومها مع ولدها، فكيف لها أن تهدأ؟ أولًا قيّض لها الله عز وجل معجزة كلام عيسى عليه السلام عند ولادته لتخرّس معجزة كلامه كلّ من يحاول الافتراء على أمّه الصدّيقة الطاهرة ويؤكّد هو بنفسه وبصوته معجزة ولادته من دون أب، ومن دون أن تتحمّل هي أي مشقة للدفاع عن نفسها، فمهما حاولت أن تقول فلن يصدّقها إلّا من يعرفها حقّ المعرفة مثل كفيلها زكريا عليه السلام.
الحكم والعبر من قصة مريم بنت عمران عليها السلام
ومن الملاحظ أن الآيات التي تقص عن مريم عليها السلام في السورة التي تحمل اسمها تبدأ بفعل أمر، والمخاطب هو الرسول صلى الله عليه وسلم، والمُراد أمتّه أجمعين: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا} (مريم:16)، وأحد أسباب ذلك للتشديد على ما في قصة حياتها من حكم وعبر لننتفع بها في حياتنا، وننتفع من المواقف التي أتخذها، ونتخّذ من طهارتها وعفّتها وصلاحها وفلاحها واستسلامها الكامل لقضاء الله عزّ وجلّ قدوة لنا في عبادتنا وعملنا وحياتنا عامّة.
- لقد أحكم الله سبحانه تعالى خلق هذا الكون بقوانينه التي يخضع لها وجعل من آياته الباهرة لمن يتدبّر ويتفكّر الخروقات المذهلة لهذه القوانين مثل قانون الخلق من زوجين أو صنفين متقابلين لكلّ المخلوقات: {وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} (الذاريات:49)، أمّا آدم فخلقه بلا أمّ ولا أبّ، وحّواء بلا أمّ، ثم خلق سيدنا عيسى عليه السلام بلا أبّ، كما قال تعالى في كتابه العظيم: {قَالَ كَذَٰلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ} (آل عمران:47).
- يجب أن يحرص المؤمن على حسن الظن بالله عزّ وجلّ وطلب الصلاح والتوفيق منه، مثلما فعلت الأم الصالحة في قوله عزّ وجلّ: {إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} (آل عمران:35)
- يجب أن يحرص الأهل، الأم بشكل خاص، على اللجوء إلى الذكر لإعاذة أولادهم وتحصينهم، حتى أثناء الحمل، مثلما أعاذت الأم الحريصة مولودتها التي تنتظرها من الشيطان الرجيم، كما في قوله تعالى: {وَإنِّي أُعِيذُهَا بكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} (آل عمران:36)، ولذلك أن يدعوا لأولادهم إلّا بالخير.
- يجب أن يحرص الإنسان على السهر لتأمين التربية الصالحة للأولاد وتأمين الأساتذة الصالحين لهم الذين يتكفلّوهم بحسن التربية ويقومون بمتابعتهم في أمورهم كما كان يفعل زكريا عليه السلام.
- يجب الاستعانة بالعبادة واليقين والعزلة المؤقتة للصلاة والخشوع والتدبّر والتفكّر والاستسلام لله تعالى، كما أعطتنا القدوة مريم ابنة عمران عليها السلام ووالدتها.
- يجب التنبّه إلى الابتلاءات من الله عزّ وجلّ والصبر والاسترجاع عند وقوعها ووقوع المصائب، كما في الآيات الكريمة: {وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (*) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (*) أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} (البقرة:155-157). كما يجب الالتفات إلى حقيقة أنّ الابتلاء من الله عزّ وجلّ للإنسان على قدر إيمانه، كما في الحديث الشريف: ((فيُبتلى الرَّجلُ على حسْبِ دينِه))[iii]، وكذلك كان ابتلاء مريم ابنة عمران عليها السلام عظيمًا مجاراة لعظمة إيمانها بالله سبحانه وتعالى وتسليم أمرها له.
- تهدينا القصّة إلى وجوب أن نعتبر من كلّ ما يصيبنا، فالمؤمن يستسلم لله عزّ وجلّ فلا ينبغي له الاستسلام لليأس[iv] ولا للحزن[v]، كما تحثّنا على التوكّل على الله تعالى وحده[vi]، بعد الأخذ بالأسباب طبعًا[vii]، والاستعانة بالصبر والصلاة على مكاره الدنيا[viii] فنجد فيها الراحة من كل تعب[ix] والطمأنينة من كلّ ضيق[x]، فالدنيا كلّها ابتلاء وكلّها قضاء من عند الله عزّ وجلّ، وعلينا التحلّي باليقين بأنّ الله سبحانه سيسهّل الأمور بعد الشدّة[xi]. ونرى من خلال قراءة الآيات كيف استسلمت مريم عليها السلام لقضاء الله تعالى وقرّت عينها به وأتمرت بأوامره. ففي المرحلة الأولى شربت وأكلت واراحت نفسها كما طلب منها مولودها المعجز.
- وفي المرحلة الثانية صامت عن الكلام، كما كانت العادة وقتئذٍ، وتركت ابنها حديث الولادة يصدم السائلين متكلّما عن معجزة حملها وولادته كي لا يظنّوا بوالدته الظنون. وحافظت بذلك على حسن ظنّنها بالله عزّ وجلّ وساعدت على قدر استطاعتها بالمضيّ قدمًا نحو تغيير النفس والوضع الذي كانت فيه بالرقم من تكاتفت الظروف وقومها أنفسهم ضدها لمحاولتهم اتهامها.
- يجب علينا السعي والعمل بجدّ على قدر المستطاع ولو في أحلك الظروف، فقد جعل الله تعالى لمريم عليها السلام مياه جارية كما في قوله تعالى: {فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا} (مريم:24)، ثم طلب منها ابنها المولود أن تهزّ جزع النخلة لكي تحصل على الرطب كما في الآية الكريمة: {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا} (مريم:25)، وقد كان من السهل أن يجعل الله الرطب تتساقط دون مجهود، لكنّ المغزى هو السعي والعمل، كما في الحديث الشريف: ((إنْ قامتْ على أحدِكُم القِيامةُ، فإنِ استَطاعَ ألَّا يقومَ حتى يَغرِسَها فلْيَفْعَلْ))[xii].
- من الواضح أهميّة دور المرأة، فإنّ وراء كلّ رجل صالح توجد امرأة صالحة بكلّ أوجه الصلاح والفلاح والعمل الجديّ الحثيث. والمرأة الصالحة لها دور عظيم في التربية وإعداد الجيل القادم، وهو دور الأمومة النبيل، فهو مرتكز أساس في بناء الانسان والمجتمع.
أسماء المراجع والمصادر |
تفسير السعدي، البغوي، ابن كثير، القرطبي، والطبري؛ مشروع المصحف الإلكتروني في جامعة الملك سعود |
تخريج الأحاديث النبوية الشريفة من الموسوعة الحديثية، من موقع الدرر السنية، https://www.dorar.net/hadith |
معجم المعاني الجامع، الرائد، لسان العرب، القاموس المحيط، وغيرها، من موقع المعاني،https://www.almaany.com/ |
علي الصلابي، احتفاء القرآن الكريم بمريم عليها السلام في مواضع كثيرة، 14/4/2019، من موقع مدونات الجزيرة، https://www.aljazeera.net/blogs/2019/4/14/https://www.aljazeera.net/blogs/2019/4/14/احتفاء القرآن الكريم بمريم عليها السلام |
قصة مريم عليها السلام في القرآن، موقع إسلام ويب، 15/11/2012، https://www.islamweb.net/ar/article/175527/ قصة مريم عليها السلام في القرآن/ |
علي الصلابي، مريم عليها السلام ودورها في تاريخ الإنسانية، موقع إسلام أون لاين، بدون تاريخ، https://islamonline.net/مريم عليها السلام ودورها في تاريخ الإنسانية/ |
عبدالله بن عبده نعمان العواضي، قصة مريم في القرآن، تاريخ الإضافة: 6/7/2017 ميلادي – 11/10/1438 هجري، من موقع شبكة الألوكة، https://www.alukah.net/sharia/0/117955/ قصة مريم في القرآن/ |
[i] الراوي: علي بن أبي طالب | المحدث: مسلم | المصدر: صحيح مسلم | الصفحة أو الرقم: 2430 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
الراوي: علي بن أبي طالب | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم: 3432 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
[ii] الراوي: أبو هريرة | المحدث: مسلم | المصدر: صحيح مسلم | الصفحة أو الرقم: 2366 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
[iii] قلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، أيُّ النَّاسِ أشدُّ بلاءً؟ قال: الأنبياءُ ثمَّ الأمثلُ فالأمثَلُ، فيُبتلى الرَّجلُ على حسْبِ دينِه، فإن كانَ في دينهِ صلبًا اشتدَّ بلاؤُهُ، وإن كانَ في دينِهِ رقَّةٌ ابتليَ على حسْبِ دينِه، فما يبرحُ البلاءُ بالعبدِ حتَّى يترُكَهُ يمشي على الأرضِ ما عليْهِ خطيئةٌ، الراوي: سعد بن أبي وقاص | المحدث: الألباني | المصدر: صحيح الترمذي | الصفحة أو الرقم: 2398 | خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح
[iv] يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (يوسف:87)
[v] إِنَّمَا النَّجْوَىٰ مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (المجادلة:10)
[vi] قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (التوبة:51)
[vii] قال رجلٌ يا رسولَ اللهِ أعْقِلُها وأتوكل أو أُطْلِقُها وأتوكل قال: ((اعْقِلْها وتوكل)). الراوي: أنس بن مالك | المحدث: ابن العربي | المصدر: عارضة الأحوذي | الصفحة أو الرقم: 5/240 | خلاصة حكم المحدث: ورد صحيحا بقريب من هذا المعنى صحيح | أخرجه الترمذي 2517، وأبو الشيخ في “أمثال الحديث” 42، وأبو نعيم في “حلية الأولياء” 8/390.
[viii] وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (*) الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (البقرة:45-46)
[ix] ((يا بلالُ أقمِ الصلاةَ، أرِحْنا بها)). الراوي: سالم بن أبي الجعد | المحدث: الألباني | المصدر: صحيح أبي داود | الصفحة أو الرقم: 4985 | خلاصة حكم المحدث: صحيح
[x] وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (*) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ (الحجر:97-98)
[xi] فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (*) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (الشرح:5-6)
[xii] إنْ قامَتِ السَّاعةُ وبيَدِ أحَدِكُم فَسيلةٌ، فإنِ استَطاعَ ألَّا يقومَ حتى يَغرِسَها فلْيَفْعَلْ. الراوي: أنس بن مالك | المحدث: شعيب الأرناؤوط | المصدر: تخريج المسند | الصفحة أو الرقم: 12981 | خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح على شرط مسلم