35 القاعدة الأولى – الأمور بمقاصدها

Spread the words of love

القاعدة الفقهيّة الأولى: الأمور بمقاصدها

الحمد لله وحده كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، اللهم إنّا لا نحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك، والصلاة والسلام على من لا نبيّ بعده، اللهم لا علم لنا إلا ما عَلّمْتَنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم عَلِّمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما عَلَّمتنا وزدنا علماً؛ واجعلنا ممن يستمعون القول فيتّبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.

مقدمّة ومدخل

لقد سبق لنا وأن رأينا أنّ القواعد الفقهية هي مبادئ قانونية عامّة صيغت بإيجاز من كلمات قليلة لكنّها معبّرة عن الفكر القانونيّ والحقوقيّ الإسلاميّ ومتميّزة بالشمول والتكامل؛ هي ما قلّ ودلّ للتعبير عن مجموعة من الأحكام الفرعية المتعدّدة تحت غطاء واحد شامل لها أو لأغلبيتها. ورأينا أيضًا أنّ علماءنا الأبرار استنبطوا هذه القواعد إمّا مباشرة من النصوص الشرعية التي تدُلّ على القاعدة أو بوحيٍ من هذه النصوص. ثم استعرضنا باقتضاب مراحل تدوين هذه القواعد الفقهية عبر تاريخنا، ثم تناولنا أهمية القواعد الفقهية ودلالاتها، ثم وضعنا مختصّرا للقواعد الفقهية الخمس الكبرى مع مثال بسيط لكل منها. فدعونا إذن نستكمل الموضوع بتفصيل أوسع عن القاعدة الفقهية الكبرى الأولى: “الأمور بمقاصدها“.

فما معنى “الأمور بمقاصدها”؟

الأمور: جمعٌ مُفْرَدُه أمر، وهو الحال أو الفعل أو الشأن، ويدخل فيه فعل اللسان، وهو القول.

المقاصد: جمعٌ مُفْرَدُه مقصد، وهو النيّة والإرادة أو العزم على الشيء. والنيّة في الشرع هي توجه القلب نحو الفعل المقصود ابتغاءً لوجه الله تعالى وتبارك وامتثالًا لأوامره.

أمّا معنى القاعدة الفقهية “الأمور بمقاصدها” في الاصطلاح فهي أنّ أعمال المُكَلّفين سواء من أقوال وأفعال ونتائجها وأحكامها الشرعية تختلف حسب ما كانت عليه نيّة المُكَلّف عندما أقدم عليها. وبالنيّة يمكن التمييز بين العبادات المحددة والعادات التي يمارسها المكلف؛ وكذلك التمييز بين العبادات المختلف من حيث شكلها، والتمييز بين درجات العبادات وحكمها الشرعي. مثلًا يمكن أن يصلي الإنسان أربع ركعات، وقد تكون من السنن، أو إحدى الفرائض حسب نيته.

لذلك لا يترتّب حكم على أمر ما إلّا بالنظر إلى المقصود منه بالنيّة، كما لا تصح العبادة إلا بالنيّة، ولا يؤخذ في كثير من الأحكام التكليفية ما يصدر عن النائم كما لا يؤخذ على النسيان والخطأ غير المتعمّد لعدم تبييت النيّة والقصد.

والنيّة مكانها القلب، ولا يكفي التلفّظ باللسان دون عقد النيّة بالقلب. أمّا إذا اختلف ما بين القلب واللسان فتكون العبرة لما في القلب ولو كان اللفظ مُخَالِفًا لذلك. فلو نوى أحدهم بقلبه أن يصلّي الظهر، لكنّه قال بلسانه العصر، ثبتت منه صلاة الظهر على الرغم من تَلَفُّظه العصر.

كذلك لو نوى أحدهم أن يعمل عمل خير أو طاعة أو قربة لوجه الله تعالى، فسيحصل على الثواب، ولو لم تتسنى له الفرصة لإتمام العمل بالرغم من سعيه إلى ذلك، لسبب خارج عن إرادته.

وهذه القاعدة الفقهية أساس لتطبيق مبدأ الحكم بظاهر الأمر التي تبنى عليه العديد من الأحكام الدنيوية، إذ يُحكَم في الدنيا على ظاهر الأشياء وحقائقها، ولا يُحكَم بمجرّد الشك دون دليل أو إظهار لقصد؛ لذلك نقول بأنّ الأحكام تتأثّر بالمقاصد فتتغيّر تبعًا لها. وتصديقًا لذلك كان الرسول صلى الله عليه وسلم يَقْبَل من الناس ظواهرهم ويوكل نواياهم إلى الله تعالى.

أهمّية قاعدة “الأمور بمقاصدها” الفقهية

وإذا نظرنا إلى عمق هذه القاعدة بتمعّن وإلى أدلّتها بتفكّر وتدبّر، سنرى من خلالها أنّ الأحكام الشريعة، وخاصة التكليفيّة، مبنيّة على علل وأسباب ومقاصد وحِكم يجب الكشف عنها قبل المسارعة إلى إطلاق أو تقرير هذه الأحكام.

كما سنرى أهميّة الكشف عن مقاصد الشريعة الكامنة في كلّ مسائل النظام الإسلامي وخاصة المعاملات، فالقانون في الإسلام يعمل بالتلازم مع المقاصد الشرعية. ومن السهل أيضًا ملاحظة أنّ هذه القاعدة هي من أهمّ القواعد الفقهيّة الكبرى، وتكاد هذه القاعدة تدخل في كافة أبواب جزئيّات الشريعة وتطبيقاتها المختلفة.

مصادر قاعدة “الأمور بمقاصدها” الفقهية

المصدر التشريعي الأول – القرآن الكريم:

  1. {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} (البينة:5)    
  2. {إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ} (الزمر:2)
  3. 3.      {وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَىٰ (*) إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَىٰ (*) وَلَسَوْفَ يَرْضَىٰ} (الأعلى:19-21)
  4. 4.      {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا * وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا} (الإسراء:18-19)
  5. {لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ} (المائدة:89)
  6. {لاَّ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِيَ أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ} (البقرة:255)
  7. {لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} (النساء:114)
  8. 8.      {۞ وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً ۚ وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} (النساء:100)
  9. 9.      {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ ۚ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ ۚ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَٰكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} (الأحزاب:5)
  10. 10.  {وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} (البقرة:265)
  11. 11.  {مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَٰكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (النحل:106)
  12. 12.  {۞ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (التوبة:111)

المصدر التشريعي الثاني – السنة الشريفة:

أمثلة عن قاعدة “الأمور بمقاصدها” في العبادات

إنّ نتيجة عمل الإنسان (المكلّف) من قبول أو رد أو ثواب أو عقاب مرتبطة بنيّته عندما قام بذلك العمل، أمّا الاستثناء فتصح العبادة دون نيّة حيث يستحيل التباسها بعادة فلإنهّا عبادة خالصة مثل الإيمان بالله جلّ جلاله، ومعرفته، وحبّه.

  1. أمّا عندما يريد أحدهم أن يتوضأ يجب عليه أن ينوي الوضوء وإلّا لا يصح وضوءه، إذ إنّ الوضوء والغسل يصحّ فيهما نيّة التبّرد أو النظافة أو القربة، فلولا النية لما تميّزت العبادة عن غيرها ولا حصلت.
  2. وكذلك عندما يصلّي الإنسان، ترتبط صحة أو بطلان صلاته والثواب أو العقاب عليها حسب نيته: فإذا لم يحدّد أي صلاة ينوي إقامتها فهي باطلة، وقام إلى الصلاة ولم يستحضر أيّ نيّة، وصلى ركعتين مثلا، فصلاته باطلة.
  3. لا يثاب المصليّ على صلاته الصحيحة إلا إذا ابتغى بها وجه الله تعالى، أمّا إذا كانت رياء أو مباهاة فتكتب عليه.
  4. أمّا حصول الثواب على الإمساك عن المفطرات في النهار فهو منوط بالنيّة فقد يكون بقصد التداوي والحمية مثلا
  5. كذلك حصول الثواب على الجلوس في المسجد مرتبط بالنيّة: بقصد الصلاة أو الاعتكاف وليس بقصد الاستراحة
  6. لا تصح الزكاة إلّا بنيّة إخراج الزكاة تحديدًا وإلا فلا تحتسب منها، بل تكون صدقة
  7. كذلك تطبق الزكاة على أنواع الأموال حسب الظاهر؛ مثلا، من امتلك مالًا وهو يتاجر به؛ فهو مال تجارة
  8. إذا نوى الإنسان الاحتفاظ بأنواع معينة من المال دون أن يتاجر به، فقد يكون ذلك محرّمًا، مثلًا آنية الفضة والذهب، فاستعمالها حرام، وما حُرِّم استعماله حُرِّم اقتناؤه.
  9. المنقطع عن الجماعة بعذر شرعيّ على الرغم من نيّته حضورها يكتب له ثوابها كاملًا

أمثلة عن قاعدة “الأمور بمقاصدها” في المعاملات

  1. القصاص يتوقف على أن يقصد القاتل القتل، إلّا إذا كان الدليل يصرّح عن النيّة. ويتوقف أيضًا على أنّ القاتل كان يقصد قتل نفس المقتول لا غيره. فلو لم يقصد القتل أصلاً، أو قصد القتل ولكن أراد غير المقتول فأصاب المقتول، فإنه لا يقتص منه في شيء من ذلك بل تجب الدِّية مثلًا.
  2. لا يجوز عصر العنب، أو أيّ فاكهة أخرى، بنية أن يكون خمرا، أمّا بنيّة تحضير العصير أو الخل فتجوز
  3. استصلح أحدهم أرضًا بنيّة بناء مسجد موقوف عليها، فتُطَبّق عليها أحكام المسجد والوقف بمجرّد انعقاد النيّة.
  4. طالب العلم لا يجزى الثواب العظيم إلّا إذا كانت نيّته ابتغاء وجه الله تعالى والامتثال لأمره.

أمثلة عن قاعدة “الأمور بمقاصدها” في المعاملات المدنية المالية

  1. في حالة نية البيع والشراء مثلا يفيد نوع المعاملة حكمها، ويتمّ الأثر المترتب عليها من التمليك والتملك. فإذا كانت النّية إرادة النكاح مثلاً، فيكون نقل المال من ذمة إلى ذمة أخرى مهرًا لأجل النكاح وليس تملّكًا وتمليكًا.
  2. أعطى أحدهم مالًا حين وجده في حاجة إلى ذلك المال، فهل يجب عليه أن يردّ ذلك المال عندما تيسّرت أموره أم لا؟ الجواب هو حسب النيّة: فإن كان قصده هبة أو صدقة أو زكاة، فلا يجب الردّ، أمّا إذا كانت النيّة قَرْضا فيتوجّب عليه إعادة المال حين يصبح باستطاعته ذلك.
  3. وكذلك إذا أعطى أحدهم مالًا لأحد المحتاجين، فهل يقتطع ذلك المبلغ من الزكاة الواجبة عليه أم لا؟ الجواب هو أيضًا حسب النيّة: فإن كان قصده تقديم جزء من الزكاة لذلك الشخص، فيتم اقتطاعه، أمّا إذا كان قصده هبة أو صدقة فلا يحتسب ضمن الزكاة.

أمثلة عن قاعدة “الأمور بمقاصدها” في المعاملات المدنية للأحوال الشخصية

الحلف بصيغة الشرط، كأن يقول إن فعلتِ كذا فأنت طالق، والمقصود منه التخويف أو الحمل على فعل شيء أو تركه. وفي هذه الحالة، يُبْنَى الحكم على قصده، فإن كان قصده من هذه الصيغة اليمين فحكمه حكم اليمين الذي يقع بصيغة القسم، أمّا إن كان قصده إيقاع الطلاق عند وجود المعلق عليه فيقع به الطلاق إذا تحقّق الشرط.

أمثلة عن قاعدة “الأمور بمقاصدها” في السياسة الشرعية

  1. يجب على الوالي الحكم على ما ظهر من الأمور وأخذ البينات والدلائل من أجل هذا مأخذ المرجع ولا يحكم على الأمور بالنوايا لأن النية معرفتها لله وحده.
  2. يجب على الوالي كذلك الحكم على ما ظهر من الشهود وإن كان يوجد شك بأنهم شهود زور، ولكن في هذه الحالة أخذ الحذر منهم والحث على تبين الحقيقة في ذلك من خلال الدلائل.
  3. الواجب من الوالي اتخاذ الولاية قربة إلى الله سبحانه وتعالى والنية بطاعة الله والرسول صلى الله عليه وسلم من أجل القيام بمسؤولية كبيرة وأمانة جليلة ملقاة على عاتقه، وذلك لتنفيذ حكم الله في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أجل تحقيق مصالح الناس ودفع المفاسد عنهم، وتطبيق الشريعة خير تطبيق، وإلا كان قصده تحصيل منفعة مادية أو معنوية والانتفاع بالولاية على مستوى شخصي فأمره إلى الله تعالى وتبارك وعقابه في الآخرة واضح في العديد من الأحاديث النبويّة التي تتناول السياسة الشرعية والولاية بشكل خاص.

أمثلة عن قواعد فرعية منبثقة من “الأمور بمقاصدها”،

من الجدير بالذكر أنّ كُلّا من القواعد الفرعيّة التالية تستحقّ حيّزًا خاصّا بها، وبالتحديد تلك التي تمسّ المعاملات والعقود وتفاعل الناس اليوميّ بعضهم مع البعض، مِمّا يؤثّر بشكل مباشر على البنيّة الاجتماعية والاقتصادية والتكافليّة للمجتمع:

  1. العبرة في العقود للمعاني لا للألفاظ والمباني
  2. لا ثواب ولا عقاب إلا بنية.
  3. صلاح العمل بصلاح النية وفساده بفسادها.
  4. تخصيص العام بالنية مقبول ديانةً لا قضاءً.
  5. اليمين على نية الحالف إن كان مظلومًا، وعلى نية المستحلف إن كان ظالِمًا (على المذهب الحنفيّ)
  6. الأيمان مبنية على الألفاظ لا على الأغراض
  7. البَيّنَة على المدعي، واليمين على من أنكر
  8. من استعجل شيئا قبل أوانه عوقب بحرمانه، كمن يحتال من أجل تحليل الحرام أو تحريم الحلال
  9. لا يؤثر في العبادة تعيين ما لا يلزم تعيينه كتعيين كون الظهر فرضا، أو أخطأ في تعيين عدد ركعاتها

هذا ما عندي من فضل الله تعالى ونعمته علىّ، فإن أحسنت فمن الله سبحانه، وإن أسأت أو أخطأت فمن نفسي والشيطان.

وصل اللهم وسلّم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العلمين.سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (*) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (*) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (الصافات:180-182)

أسماء المراجع والمصادر
تفسير السعدي، البغوي، ابن كثير، القرطبي، والطبري؛ مشروع المصحف الإلكتروني في جامعة الملك سعود
تخريج الأحاديث النبوية الشريفة من الموسوعة الحديثية، من موقع الدرر السنية، https://www.dorar.net/hadith
معجم المعاني الجامع، الرائد، لسان العرب، القاموس المحيط، وغيرها، من موقع المعاني،https://www.almaany.com/
محمد الزحيلي، القواعد الفقهية وتطبيقها في المذاهب الأربعة، دار الفكر، دمشق، تموز 2006.
محمد الزحيلي، القواعد الفقهية على المذهب الحنفي والشافعي، مجلس النشر العلمي، جامعة الكويت، طبعة ثانية، 2004.
أحمد محمد الزرقا، شرح القواعد الفقهيّة، الطبعة الثانية، 1409 هـ – 1989 م، دار القلم، دمشق
محمد صدقي البورنو، الوجيز في إيضاح القواعد الفقهية، 1416 هـ – 1996 م، مؤسسة الرسالة، بيروت، لبنان
عماد حمدي البحيري، قاعدة الأمور بمقاصدها معناها وتطبيقاتها العملية، إسلام أونلاين، https://islamonline.net/sahem/قاعدة الأمور بمقاصدها معناها
أبو الكلام شفيق القاسمي المظاهري، قاعدة: الأمور بمقاصدها، موقع الألوكة، تاريخ الإضافة: 18/1/2015 ميلادي – 27/3/1436 هجري، https://www.alukah.net/sharia/0/81366/قاعدة-الأمور-بمقاصدها
محمد حسن عبد الغفار، القواعد الفقهية بين الأصالة والتوجيه، كتاب نصي إلكتروني مصدره دروس صوتية قام بتفريغها موقع الشبكة الإسلامية، من موقع المكتبة الشاملة، https://al-maktaba.org/book/32391

[i]  “إنما الأعمال بًالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه” الراوي: عمر بن الخطاب | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 1 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

[ii]  “من غزا في سبيلِ اللهِ ولم ينو إلَّا عقالًا فله ما نوَى” الراوي:  عبادة بن الصامت المحدث: المنذري  – المصدر: الترغيب والترهيب – الصفحة أو الرقم: 2/265 خلاصة حكم المحدث: [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما]

[iii]  “إذا تواجه المسلمان بسيفَيهما ، فالقاتلُ والمقتولُ في النار” قال فقلتُ ، أو قيل : يا رسولَ اللهِ ! هذا القاتلُ . فما بالُ المقتولِ ؟ قال “إنه قد أراد قتلَ صاحبِه”. الراوي:  الأحنف بن قيس المحدث: مسلم  – المصدر: صحيح مسلم – الصفحة أو الرقم: 2888 خلاصة حكم المحدث: صحيح.

[iv]  الراوي: سعد بن أبي وقاص | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم: 56 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

   الراوي: سعد بن أبي وقاص | المحدث: مسلم | المصدر: صحيح مسلم | الصفحة أو الرقم: 1628 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

[v]  الراوي: أبو الدرداء | المحدث: عبد الحق الإشبيلي | المصدر: الأحكام الشرعية الصغرى | الصفحة أو الرقم: 288 | خلاصة حكم المحدث: [أشار في المقدمة أنه صحيح الإسناد] | التخريج: أخرجه النسائي (1787)، وابن ماجه (1344)

[vi]  الراوي: أبو هريرة | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم: 2387 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

[vii]  الراوي: أبو مسعود عقبة بن عمرو | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم: 55 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

[viii]  الراوي: عثمان بن عفان | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم: 450 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

[ix]  الراوي: أبو موسى الأشعري | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري |الصفحة أو الرقم: 3126 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

   الراوي: أبو موسى الأشعري | المحدث: مسلم | المصدر: صحيح مسلم | الصفحة أو الرقم: 1904 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

[x]   الراوي: أبو أمامة الباهلي | المحدث: النسائي | المصدر: صحيح النسائي | الصفحة أو الرقم: 3140 | خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح

[xi]  الراوي: أبو هريرة | المحدث: مسلم | المصدر: صحيح مسلم |الصفحة أو الرقم: 1905 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

[xii]  الراوي: أبو هريرة | المحدث: أبو داود | المصدر: سنن أبي داود | الصفحة أو الرقم: 564 | خلاصة حكم المحدث: سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح] | التخريج: أخرجه أبو داود (564) واللفظ له، والنسائي (855)، وأحمد (8947)

[xiii]  الراوي: أنس بن مالك | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم: 2839 | خلاصة حكم المحدث: [أورده في صحيحه]

    الراوي: جابر بن عبد الله | المحدث: مسلم | المصدر: صحيح مسلم | الصفحة أو الرقم: 1911 | خلاصة حكم المحدث: صحيح

[xiv]  الراوي: سعد بن أبي وقاص | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم: 5354 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

    الراوي: سعد بن أبي وقاص | المحدث: مسلم | المصدر: صحيح مسلم | الصفحة أو الرقم: 1628 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

[xv]  الراوي: أبو الدرداء | المحدث: الذهبي | المصدر: المهذب في اختصار السنن | الصفحة أو الرقم: 2/949 | خلاصة حكم المحدث: رواه ابن المبارك عن السفانين عن عبده فوقفه | التخريج: أخرجه النسائي (1787)، وابن ماجه (1344)

Add a Comment