حديث اليوم رقم (3220) – هل تعرف الفرق بين الدنيا والآخرة كما في الهدي النبوي؟
|حديث اليوم رقم (3220) – هل تعرف الفرق بين الدنيا والآخرة كما في الهدي النبوي؟
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((وَاللَّهِ مَا الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مِثْلُ مَا يَجْعَلُ أَحَدُكُمْ إِصْبَعَهُ هَذِهِ – وَأَشَارَ يَحْيَى بِالسَّبَّابَةِ – فِي الْيَمِّ، فَلْيَنْظُرْ بِمَ تَرْجِعُ؟)). رواه مسلم (2858).
الدُّنْيَا هَيِّنَةٌ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَضَئِيلَةٌ، وَلَا تُعَادِلُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَلَا تُسَاوِي شَيْئًا، فَهِيَ دَارُ عَمَلٍ وَاخْتِبَارٍ، وَلَيْسَتْ عُمْرَ الإِنْسَانِ الحَقِيقِيَّ، فَذَاكَ فِي الْآخِرَةِ.
يُقْسِمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِاللَّهِ لِلْمُبَالَغَةِ فِي التَّحْقِيقِ وَالتَّأْكِيدِ، أَنَّ مَثَلَ الدُّنْيَا بِالنِّسْبَةِ لِلْآخِرَةِ وَالنَّظَرِ إِلَيْهَا؛ كَمَثَلِ مَا يَضَعُ أَحَدُ النَّاسِ إِصْبَعَهُ فِي الْبَحْرِ، فَلْيَنْظُرِ الَّذِي تَعَلَّقَ بِيَدِهِ مِنْ مَائِهِ.
وَيُبَيِّنُ الْحَدِيثُ: أَنَّمَا الدُّنْيَا بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْآخِرَةِ فِي قِصَرِ مُدَّتِهَا، وَفَنَاءِ لَذَّاتِهَا، وَدَوَامِ الْآخِرَةِ، وَدَوَامِ لَذَّاتِهَا وَنَعِيمِهَا؛ إِلَّا كَنِسْبَةِ الْمَاءِ الَّذِي يَعْلَقُ بِالْإِصْبَعِ إِلَى بَاقِي الْبَحْرِ، دَلَالَةً عَلَى تَحْقِيرِ الدُّنْيَا وَشَأْنِهَا وَقِصَرِ مُدَّةِ الْحَيَاةِ فِيهَا.
اللهم آتِنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقِنا عذاب النار.