حديث اليوم رقم (3212) – هل تعرف مقام الدنيا عند المؤمن ونظرته إليها؟
|حديث اليوم رقم (3212) – هل تعرف مقام الدنيا عند المؤمن ونظرته إليها؟
قَالَ النَّبِيُّ صلى اللهُ عليه وسلمَ: ((الدُّنْيَا سِجْنُ المُؤْمِنِ، وَجَنَّةُ الكَافِرِ)). رواه مسلم (2956).
الدُّنْيَا لِلْمُؤْمِنِ دَارُ بَلاءٍ وَابْتِلاءٍ، يَصْبِرُ فِيهَا عَلَى الفِتَنِ، وَيَتَحَكَّمُ فِي شَهَوَاتِهَا، مُقَيِّدًا نَفْسَهُ عَنْ لَهْوِهَا إِرْضَاءً لِلَّهِ تَعَالَى.
أَنَّ الدُّنْيَا سِجْنُ المُؤْمِنِ: فَكُلُّ مُؤْمِنٍ مَسْجُونٌ مَمْنُوعٌ فِي الدُّنْيَا مِنَ الشَّهَوَاتِ المُحَرَّمَةِ وَالمَكْرُوهَةِ، يَسْجُنُ نَفْسَهُ عَنِ المَلَاذِّ وَيَأْخُذُهَا بِالشَّدَائِدِ، مُكَلَّفٌ بِفِعْلِ الطَّاعَاتِ الشَّاقَّةِ، يَحْبِسُ نَفْسَهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ لَا يُبِيحُهُ لَهُ الإسْلَامُ.
وَالإِيمَانُ قَيَّدَهُ فِي ذَلِكَ الحَبْسِ، فَلَا يَقْدِرُ عَلَى حَرَكَةٍ وَلَا سُكُونٍ إِلَّا أَنْ يُفْسَحَ لَهُ الشَّرْعُ، فَيَفُكَّ قَيْدَهُ وَيُمَكِّنَهُ مِنَ الفِعْلِ أَوِ التَّرْكِ، مَعَ مَا هُوَ فِيهِ مِنْ تَوَالِي أَنْوَاعِ البَلَايَا وَالمِحَنِ وَالهُمُومِ.
وَأَمَّا الكَافِرُ: فَلَيْسَ عَلَيْهِ قُيُودُ الإِيمَانِ، فَهُوَ آمِنٌ مِنْ تِلْكَ المَخَاوِفِ، مُقْبِلٌ عَلَى لَذَّاتِهِ، مُنْهَمِكٌ فِي شَهَوَاتِهِ، يَأْكُلُ وَيَسْتَمْتِعُ غَيْرَ مُبَالٍ بِأَوَامِرَ وَلَا بِنَوَاهِي، وَلَا بِآخِرَةٍ وَلَا حِسَابٍ.
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك