حديث اليوم رقم (3206): هل تَعْرِفُ ما يَتَمُّ الرَّأْسُ وَالْعَمُودُ، وَذِرْوَةُ السَّنَامِ؟
|حديث اليوم رقم (3206): هل تَعْرِفُ ما يَتَمُّ الرَّأْسُ وَالْعَمُودُ، وَذِرْوَةُ السَّنَامِ؟
عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((رَأْسُ الْأَمْرِ الْإِسْلَامُ، وَعَمُودُهُ الصَّلَاةُ، وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ)).
ثُمَّ قَالَ: ((أَلَا أُخْبِرُكَ بِمَلَاكِ ذَلِكَ كُلِّهِ؟)) قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ، قَالَ: ((كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا)). … ثُمَّ قَالَ: ((وَهَلْ يُكِبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ -أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ- إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ؟)). رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ 2616 وَقَالَ: حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ، وَابْنُ مَاجَةَ 3973، وَأَحْمَدُ 22069.
يُقَدِّمُ الْحَدِيثِ خَارِطَةً مَحْوَرِيَّةً لِبِنَاءِ الدِّينِ، ثُمَّ يُبَيِّنُ أَسَاسَ السَّلَامَةِ فِيهِ.
* رَأْسُ الْأَمْرِ الْإِسْلَامُ: أَصْلُهُ وَأَوَّلُهُ، وَهُوَ الشَّهَادَتَانِ اللَّتَانِ هُمَا الْمَدْخَلُ إِلَى الدِّينِ.
* عَمُودُهُ الصَّلَاةُ: قِوَامُهُ الَّذِي لَا يَقُومُ إِلَّا بِهِ، وَهِيَ أَهَمُّ عِبَادَةٍ بَدَنِيَّةٍ مُلازِمَةٍ لِلْمُسْلِمِ فِي كُلِّ أَحْوَالِهِ.
* ذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ: أَعْلَى دَرَجَاتِهِ وَأَشْرَفُهَا، كَأَعْلَى مَوْضِعٍ فِي سَنَامِ الْبَعِيرِ.
* مَلَاكِ ذَلِكَ كُلِّهِ: مِفْتَاحُ صَلَاحِهِ وَسَلَامَتِهِ الَّذِي يَتَمُّ بِهِ.
* كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا: أَمْرٌ بِـ حِفْظِ اللِّسَانِ وَكَفِّهِ عَنِ الْكَلَامِ الْبَاطِلِ وَمَا لَا يَعْنِينَا.
* حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ: تَشْبِيهٌ بَلِيغٌ، فَكَمَا أَنَّ الْحَاصِدَ يَجْنِي ثِمَارَ زَرْعِهِ، فَالْمَرْءُ يَجْنِي عُقُوبَةَ مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ لِسَانُهُ مِنْ غِيبَةٍ وَنَمِيمَةٍ وَكَذِبٍ وَفُحْشٍ.
ثمرات وَفَوَائِدُ
1. تَرَتُّبُ أَرْكَانِ الدِّينِ: الْحَدِيثُ يُرَتِّبُ أَرْكَانَ الدِّينِ الْعَمَلِيَّةَ بِحَسَبِ أَهَمِّيَّتِهَا وَدَوْرِهَا.
2. مَحْوِرِيَّةُ الصَّلَاةِ: هِيَ الْعَمُودُ الَّذِي لَا قِوَامَ لِلدِّينِ بِدُونِهِ، وَهَذَا يُبَيِّنُ فَضْلَهَا وَعِظَمَ شَأْنِهَا.
3. شَرَفُ الْجِهَادِ: هُوَ ذِرْوَةُ السَّنَامِ فِي الْإِسْلَامِ، لِعِظَمِ ثَوَابِهِ وَجَلِيلِ أَثَرِهِ فِي نُصْرَةِ الدِّينِ.
4. خَاتِمَةُ الْمَعْرِفَةِ: بَعْدَ هَذِهِ الْأَرْكَانِ الْعَظِيمَةِ، كَانَ خَتْمُهَا بِحِفْظِ اللِّسَانِ دَلِيلًا عَلَى أَهَمِّيَّتِهِ فِي إِصْلَاحِ الْقَلْبِ وَالْجَوَارِحِ.
أسأل الله أن يثبتنا على الإسلام، ويقيمنا بالصلاة، ويهدينا لصالح الأقوال والأعمال.