حديث رقم (3184): أَتَدْرِكُ أَهَمِّيَّةَ عَدَمِ الْإِسْرَافِ فِي اسْتِعْمَالِ الْمَوَارِدِ الطَّبِيعِيَّةِ؟
|حديث رقم (3184): أَتَدْرِكُ أَهَمِّيَّةَ عَدَمِ الْإِسْرَافِ فِي اسْتِعْمَالِ الْمَوَارِدِ الطَّبِيعِيَّةِ؟
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَغْتَسِلُ بِالصَّاعِ إِلَى خَمْسَةِ أَمْدَادٍ، وَيَتَوَضَّأُ بِالْمُدِّ. الْبُخَارِيُّ 201، وَمُسْلِمٌ 325.
نَهَتِ الشَّرِيعَةُ الْإِسْلَامِيَّةُ عَنِ الْإِسْرَافِ فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَلَا سِيَّمَا فِي اسْتِعْمَالِ الْمَاءِ فِي الْعِبَادَاتِ وَغَيْرِهَا. وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقُدْوَةَ الْحَسَنَةَ فِي الْعَدَالَةِ وَالِاعْتِدَالِ.
الْمُدُّ: مِقْدَارٌ يَسِيرٌ جِدًّا (يُقَدَّرُ بِحَوَالِي نِصْفِ لِتْرٍ). الصَّاعُ: يُسَاوِي أَرْبَعَةَ أَمْدَادٍ (أَيْ حَوَالِي لِتْرَيْنِ).
الثمرات وَالْفَوَائِدُ:
1.الِاقْتِصَادُ فِي اسْتِعْمَالِ الْمَاءِ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَكْتَفِي بِهَذَا الْمِقْدَارِ الْيَسِيرِ لِكَمَالِ وَضُوئِهِ وَاغْتِسَالِهِ.
2. الْقَصْدُ وَالاعْتِدَالُ: الْحَدِيثُ يُبَيِّنُ الْقَدْرَ الْكَافِي لِإِتمام الْعِبَادَةِ دُونَ إِسْرَافٍ.
3. مُرَاعَاةُ الْحَالِ: قَدْ يَزِيدُ بَعْضُ النَّاسِ عَلَى هَذَا الْقَدْرِ لِحَاجَةٍ، ومِن الناسِ مَن لا يَستطيعُ تَحقيقَ الوضوءِ والغُسلِ إلَّا بأكثرَ مِن ذلك ، وَلَكِنَّ الْأَصْلَ هُوَ بذل الجهد لتحقيق الِاقْتِصَاد.
4. الْوَعْيُ الِاجْتِمَاعِيُّ: فِي هَذَا الْحَدِيثِ تَثْقِيفٌ بِأَهَمِّيَّةِ حِفْظِ الْمَوَارِدِ الطَّبِيعِيَّةِ وَعَدَمِ إِهْدَارِهَا، وَهَذَا مِنْ فِقْهِ الْمُوَازَنَاتِ فِي الشَّرِيعَةِ.
أسأل الله أن يجعلنا من المعتدلين في كل أمورنا، غير مسرفين ولا مبذرين.