حديث اليوم رقم (3122) هل ترى عظمة الرفق والصبر في التعامل حتّى في أصعب الأحوال؟

Spread the words of love

حديث اليوم رقم (3122) هل ترى عظمة الرفق والصبر في التعامل حتّى في أصعب الأحوال؟

أنَّ رَجُلًا تَقَاضَى رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأغْلَظَ له فَهَمَّ به أصْحَابُهُ، فَقالَ: ((دَعُوهُ، فإنَّ لِصَاحِبِ الحَقِّ مَقَالًا))، واشْتَرُوا له بَعِيرًا فأعْطُوهُ إيَّاهُ)) وقالوا: لا نَجِدُ إلَّا أفْضَلَ مِن سِنِّهِ، قالَ: ((اشْتَرُوهُ، فأعْطُوهُ إيَّاهُ، فإنَّ خَيْرَكُمْ أحْسَنُكُمْ قَضَاءً)). أخرجه البخاري (2606)، ومسلم (1601).

كانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُعلِّمًا رَحيمًا، ومُؤدِّبًا رَفيقًا، ومُربِّيًا حَليمًا، فكانَ إذا رَأى خَطأً لا يُعنِّفُ ولا يَزجُرُ ولا يُنفِّرُ، وإذا رَأى صَوابًا مدَحَهُ، وأثْنى عليهِ وشَكَرَ له، وجَزى عليه خَيرًا.

أغْلَظَ له: أساءَ في طَلَبِه مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وشدَّدَ في المطالَبةِ، فَهَمَّ به أصْحَابُهُ: أرادوا إيذاءَ هذا الرَّجُلِ بالقوِل أو بالفعلِ، ولكِنَّهم مَنَعوا أنْفُسَهم أدَبًا مَعه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.

دَعوهُ: اتْرُكوه ولا تَتعرَّضوا له، وهذا مِن حُسنِ خُلقِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وكرَمِه، وقوَّةِ صَبْرِه على الجُفاةِ مع قُدرتِه على الانتقامِ منهم،

مَقالًا: الحَقَّ في المُطالَبةِ بِحَقِّهِ، شَريطةَ عَدَمِ التَّعَدِّي عَلى غَيرِه. سِنًّا: بَعيرًا مُساويًا لِبَعيرِه في السِّنِّ. أَمَرَهُم النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يُعْطوه إيَّاه، وأنْ يُسَدِّدوا لَه الدَّينَ بأَفضَلَ مِنه، وأكْثَرَ قِيمةً
وفي الحَديثِ: التَّوكيلُ في قَضاءِ الدَّينِ. وَفيه: أنَّ لَلإنسان أنْ يَرُدَّ ما عليه من دين بأَجوَدَ مِن الَّذي عليه؛ فذَلِك مِن مَكارِمِ الأخلاقِ المَحْمودةِ عُرفًا وشَرعًا. وَفيه: الصَّبرُ عَلى خُشونةِ قَولِ الغَريمِ.

Add a Comment