حديث اليوم رقم (3099) هل تعلم كيف توازن بين التيسير وبين حقوق اللهِ تعالى علينا؟
|حديث اليوم رقم (3099) هل تعلم كيف توازن بين التيسير وبين حقوق اللهِ تعالى علينا؟
ما نِيلَ منه [صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ] شَيءٌ قَطُّ، فَيَنْتَقِمَ مِن صَاحِبِهِ؛ إلَّا أَنْ يُنْتَهَكَ شَيءٌ مِن مَحَارِمِ اللهِ، فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، مسلم 2328.
كانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رَؤوفًا رَحيمًا، وكان يُحِبُّ التَّيسيرَ على المسلِمين في كلِّ الأُمورِ المُحتَملةِ لذلك، ومع ذلكَ فإنَّه كانَ وَقَّافًا عندَ حُدودِ اللهِ ومَحارمِه، ويَغضَبُ للهِ أشدَّ الغَضبِ حتَّى يُزالَ الحرامُ، فكان بذلك يُوازِنُ بيْن ما فيه مَصلحةٌ للعبادِ وبيْن حقوق اللهِ تعالَى.
كما كان يتَسامَحُ في حقِّ نَفْسه؛ فيَعفو ويَصفَحُ إذا أُوذِيَ مِن أحدٍ، وهذا مِن كَرمِه؛ أنَّه لا يؤذي أحدًا على شَيءٍ مِن حُقوقِه الخاصَّةِ به؛ لأنَّ له أنْ يَعفُوَ عن حقِّه، وله أنْ يَأخُذَ حَقَّه، أمَّا عندَ الوقوعِ في حُرُماتِ الله؛ فإنَّ تَسامُحَه وصَفْحَه يَتحوَّلُ غضبًا وانْتقامًا لله عزَّ وجلَّ؛ فلا يُقِرُّ أحدًا على ما يُغضِبُ اللهَ سُبحانَه وتَعالَى.
وفي الحديث إرشادُ لنا إلى أنْ يكونَ سبيلُنا على التَّيسيرِ والمُسامَحةِ والبُعدِ عن التَّشدُّدِ المبالَغِ فيه، مع الوقوفِ عندَ حُرماتِ اللهِ وحُدودِه.