حديث اليوم رقم (2946) ألا يجب أن نتفكّر نظرًا للثواب العظيم لدعائنا لإخواننا؟
|حديث اليوم رقم (2946) ألا يجب أن نتفكّر نظرًا للثواب العظيم لدعائنا لإخواننا؟
[قال المهاجرونَ: يا رسولَ اللهِ، ما رأَينا مِثلَ قومٍ قدِمْنا عليهِم أحسنَ مواساةً في قليلٍ، ولا أحسنَ بدلًا مِن كثيرٍ، لقد كفَونا المؤنةَ وشارَكونا في المهنإِ، حتى لقد خَشينا أن يَذهَبوا بالأجرِ كلِّه، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ((لا ما أثنَيتُم عليهِم ودعَوتُم لهم))، أخرجه أحمد 13122، والنسائي في “السنن الكبرى” 10009، وأبو داود 4812، والترمذي 248.
كان الصَّحابةُ رَضِي اللهُ عَنهم يَحْرِصون كلَّ الحِرْصِ على الفَوْزِ بالأَجْرِ والظَّفَرِ بالثَّوابِ الأُخْرويِّ، فكثيرًا ما كانوا يَسْأَلونَ عن مَفاتيحِ الفَوْزِ بالصَّالِحاتِ وأبْوابِ الظَّفَرِ بالحَسَناتِ.
وقد ضَرَبَ الأنصارُ رَضيَ اللهُ عنهم أروعَ الأمثِلةِ في البَذلِ والعَطاءِ والإيثارِ؛ عِندَما قدِمَ المُهاجِرونَ مِن مَكَّةَ إلى المَدينةِ ولَم يَكُنْ مَعَهم شَيءٌ، فبَذل لَهمُ الأنصارُ مِن أموالهمُ الشَّيءَ الكَثيرَ حَتَّى تخَوَّف المُهاجِرونَ أن يَذهَبَ الأنصارُ بالأجرِ كُلِّه.
كما يبيّن الحديث أنَّ المُهاجِرينَ استَكْثَروا فِعْلَ الأنصارِ معَهم، وأَرادوا أن يُجازوهم ويُكافِئوهم، فكانت النصيحة النبويّة بأن ادْعُوا لهم بالخَيْرِ والبَرَكةِ، واشكُروا لهم وأَثْنُوا عليهم؛ فإنَّ دُعاءَكُم يَقومُ بِحَسَناتِهم إلَيكُم، وثَوابَ حَسَناتِكم راجِعٌ علَيكم، فتعمّ الفائدة على طرفي الدعاء.