حديث اليوم رقم (2804) هل تعلم كيف يمكننا أن نعتاد التواضع والرضا؟
|حديث اليوم رقم (2804) هل تعلم كيف يمكننا أن نعتاد التواضع والرضا؟
قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ((إذا نَظَرَ أحَدُكُمْ إلى مَن فُضِّلَ عليه في المالِ والخَلْقِ، فَلْيَنْظُرْ إلى مَن هو أسْفَلَ منه))، صحيح البخاري، 6490.، صحيح مسلم 2963. وفي رواية لمسلم: ((فَهو أجْدَرُ أنْ لا تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ))،
حُبُّ المالِ وطَلَبُه والحِرصُ عليه: طَبيعةٌ في النُّفوسِ، والنَّفْسُ تَوَّاقةٌ لا تَشبَعُ مهْما جَمَعتْ مِن مالٍ، والإسلامُ دَعا إلى القَناعةِ وحَثَّ عليها، والقَناعةُ هي الرِّضا بما قَسَمَ اللهُ، وعَدَمُ التَّطلُّعِ لِمَا في أيْدي الآخَرينَ.
وفي الحديث شرح الطَريقةٍ العَمليَّةٍ لتعويد أنفسنا على التَّواضُعِ والابتعاد عن طَلَبِ الرِّفعةِ والعُلُوِّ في أُمورِ الدُّنيا الفانيةِ، والتَّعلُّقِ بشَهَواتِها وَزِينَتِها؛ فإذا امتدَّتْ عيْنُنا عفْوًا وعن غيْرِ قصْدٍ إلى مَن يَفُوقنا مالًا أو جِسمًا أو صُورةً، أو ما شابه ذلك من زِينةِ الحياةِ الدُّنيا، وتَأثَّرنا بذلك نفْسيًّا؛ فلْنُوَجِّه أبَصَارُنا قصْدًا إلى مَن هو أقلُّ منّا مالًا، وأدْنى جِسمًا وصُورةً مِن فُقَراءِ النَّاسِ وضُعفائهِم؛ حتَّى نشعر بعظمة النِّعمةِ التي نحن فيها، فنكثر من تقدّيرها، ونشكُرَ اللهَ عليها، ونحْيا مُتَواضِعين لِلهِ، راغبًين فيما عِندَه مِن خَيرٍ.