حديث اليوم رقم (2686) ماذا تعلم عن التشريف الخاص بالشهيد في سبيل الله؟
|حديث اليوم رقم (2686) ماذا تعلم عن التشريف الخاص بالشهيد في سبيل الله؟
سَمِعْتُ جَابِرَ بنَ عبدِ اللَّهِ [بن عمرو بن حرام] رَضيَ اللهُ عنهمَا قالَ: لَمَّا قُتِلَ أَبِي جَعَلْتُ أَكْشِفُ الثَّوْبَ عن وجْهِهِ أَبْكِي، ويَنْهَوْنِي عنْه، والنبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لا يَنْهانِي، فَجَعَلَتْ عَمَّتي فاطِمةُ [بِنتُ عَمْرٍو] تَبْكِي، فَقالَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ((تَبْكِينَ أَوْ لا تَبْكِينَ ما زَالَتِ المَلائِكَةُ تُظِلُّهُ بأَجْنِحَتِهَا حتَّى رَفَعْتُموهُ)). أخرجه البخاري (1244) واللفظ له، ومسلم (2471).
كَتَبَ اللهُ تعالَى على عِبادِه المؤمنينَ البلاءَ، ووَعَدَهم بالأجْرِ الجزيلِ إذا صَبَروا على ما ابْتَلاهم به، ومِن أعظَمِ البلاءِ الابتلاءُ بفَقْدِ أحَدِ الوالدَينِ، وقد هذَّبَ الإسلامُ أفعالَ النَّاسِ، وأمَرَهم بكلِّ خيرٍ في ذلك المَوقفِ.
جَعَلَ الراوي يَكشِفُ الثَّوبَ عن وَجْهِ والده؛ ليُودِّعَه الوَداعَ الأخيرَ، والحاضرون يَنْهَونه عن فِعلِه هذا، ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَراهُ ولا يَنْهاهُ، وفي هذا إقرارٌ منه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لفِعلِه.
تَبكينَ أو لا تَبْكينَ: يعني إنْ بَكَت عليه فإنَّ هذا لا يَنقُصُه، والبكاء حزنا من مشاعر الإنسان؛ وأنَّ صَبْرَها عنه في مَوضعِه، وأنَّ عَزاءَها فيه عَظيمٌ، وبُشراها كَبيرةٌ،
تُظِلُّه بأجنِحتِها: تَكريمًا له، وتشريفا