حديث اليوم رقم (2397) ما رأيك بكلّ هذا الرحمة بالرغم من كلّ هذا الجحود؟
|حديث اليوم رقم (2397) ما رأيك بكلّ هذا الرحمة بالرغم من كلّ هذا الجحود؟
قالَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((رَفَعْتُ رَأْسِي، فإذا أنا بسَحابَةٍ قدْ أظَلَّتْنِي، فَنَظَرْتُ فإذا فيها جِبْرِيلُ، فَنادانِي فقالَ: إنَّ اللَّهَ قدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ، وما رَدُّوا عَلَيْكَ، وقدْ بَعَثَ إلَيْكَ مَلَكَ الجِبالِ لِتَأْمُرَهُ بما شِئْتَ فيهم، فَنادانِي مَلَكُ الجِبالِ فَسَلَّمَ عَلَيَّ، ثُمَّ قالَ: يا مُحَمَّدُ، فقالَ ذلكَ فِيما شِئْتَ، إنْ شِئْتَ أنْ أُطْبِقَ عليهمُ الأخْشَبَيْنِ))، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ((بَلْ أرْجُو أنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِن أصْلابِهِمْ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ وحْدَهُ لا يُشْرِكُ به شيئًا))، البخاري 3231، ومسلم 1795.
تَوجَّهَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى ثَلاثةِ زُعماءَ مِن ثَقيفٍ، فلم يَستجِبْ له أحدٌ، بلْ وَجَدَ الكثير مِن الجُحودِ، والإنكارِ، والاستهزاءِ، والصَّدِّ عن سَبيلِ اللهِ، ثم آذَوه وسَلَّطوا عليه صِغارَهم وسُفهاءَهم، فرَمَوه بالحجارةِ حتَّى سالَ الدَّمُ مِن قَدَمَيه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فخرَجَ عائدًا إلى مكَّةَ، حتى وصل إلى جَبل بيْن مكَّةَ والطَّائفِ
الأخشبانِ: الجَبَلانِ المُطْبقانِ بمكَّةَ، وهما أبو قُبَيْسٍ، والآخَر قُعَيْقِعَانَ؛
وفي الحديث تَجلَّت رَحمةُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأخبَرَ مَلَكَ الجبالِ أنَّه لا يُريدُ ذلك العذابَ لقَومِه وإنِ استحَقُّوا لكُفْرِهم، بلْ إنَّه يَرْجو أنْ يُخرِجَ اللهُ مِن أصلابِهم مَن يَعبُدُ اللهَ وحْدَه، فيُوحِّدُه مُنفرِدًا، و يُطيعُه مُخلِصًا لا يُشرِكُ به شَيئًا