حديث اليوم رقم (1945) هل تعرف ما هو حكم الكلامِ المُنمَّقِ الذي يُؤثِّرُ في النُّفوسِ
|حديث اليوم رقم (1945) هل تعرف ما هو حكم الكلامِ المُنمَّقِ الذي يُؤثِّرُ في النُّفوسِ ؟
جَاءَ رَجُلَانِ مِنَ المَشْرِقِ فَخَطَبَا، فَقَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ((إنَّ مِنَ البَيَانِ لَسِحْرًا))، صحيح البخاري 5146.
مِنْ المَشرِقِ: من جِهةِ شرق المدينةِ المنوَّرةِ؛ البيانِ: اجتِماعُ الفَصَاحةِ والبَلَاغةِ وذكاءُ القَلبِ مع اللِّسانِ
المعنى: إنَّ مِنهُ لَنَوعًا يُشبِهُ السِّحرَ مِن حيثُ جَلْبُ القلوبِ والغَلَبةُ على النفوسِ والتأثيرُ فيها؛ وذلك لحدَّةِ عمَلِه في سامِعِه، وسُرعةِ قَبولِ القلْبِ له، فيُقرِّبُ البَعيدَ، ويُبعِدُ القَريبَ، ويُزَيِّنُ القَبيحَ، ويُعَظِّمُ الحَقيرَ، فَكأنَّهُ سِحْرٌ
اختُلِفَ في هذا الحديثِ؛ هل هو على وجْهِ الذَّمِّ أو على وجْهِ المدْحِ؟ والأقرَبُ: أنَّ هذا الحديثَ ليس ذمًّا لِلبَيانِ كُلِّه، ولا مَدْحًا؛ ، وحُكْم هذا البيان بحسَبِ ما فيه مِن المعاني؛ فقد يكونُ شرًّا وسُوءًا، وقد يكونُ حِكْمةً وأخلاقًا.
لكن في الحديث إشارةٌ إلى ضَرورةِ الحَذَرِ مِنْ مَعسولِ الكلامِ؛ لأنَّه كالسِّحرِ، فقدْ يَقلِبُ الحَقَّ باطِلًا، والباطِلَ حَقًّا.